- الافتراضي, الفلسطينين, ايلون ماسك, تويتر, شات جي بي تي
- 0 Comments
- 677 Views
يتزايد الاهتمام بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نحو كبير بحيث لا يخلو يوم من الأيام من دون ظهور أخبار أو تطبيقات أو معلومات جديدة عن هذه التقنية.
وللأسف فإن أغلب هذه الأخبار تروّج للجانب السلبي في هذه التقنية الجديدة، لا سيما من ناحية قدرتها على استبدال الإنسان في بعض الوظائف أو بعض المشاكل الأخلاقية والفلسفية التي ينطوي عليها استخدام هذا النوع من الذكاء الاصطناعي.
ما زالت هذه التقنية جديدة، ولكن ما يثير الاستغراب هو تطبيق جديد يستخدم الذكاء الاصطناعي ويفتح باب الأمل للفلسطينيين في أن يحصلوا على صوت منصف لهم، وسط التضييق الكبير عليهم في وسائل التواصل الاجتماعي التي يحكمها البشر.
في هذا الموضوع اختبرنا موقعا إلكترونيا يستخدم الذكاء الاصطناعي وخوارزمية “شات جي بي تي” في إجراء محادثة افتراضية مع المليادير الأميركي إيلون ماسك عن تويتر وحرية التعبير للفلسطينيين.
الفلسطينيون بين حكم البشر والشات “جي بي تي”
يعاني الفلسطينيون الأمرّين في إيصال أصواتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وخصوصا التي يتحكم فيها المشرفون البشريون، فكم من حساب أغلق لناشطين فلسطينيين أو عرب بل حتى أجانب طالبوا فيها بإعطاء القضية الفلسطينية مساحة مساوية للقضايا الشائكة الأخرى التي تنشرها منصة تويتر أو فيسبوك، وهناك العديد من الدعوات من عدة ناشطين يطالبون فيها هذه المنصات بالتخلي عن ازدواجية المعايير.
ينظر كثيرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه طريقة لجعل التكنولوجيا منصفة وغير متحيزة، ولكن يبدو أن الإنسان قد نقل تحيزه إلى الآلة، إلا أن هذا الموقع الجديد Character AI الذي يمكن استخدامه على سبيل المتعة والتجربة، ككل مواقع الذكاء الاصطناعي الحالية، قدم تجربة مختلفة.
كاراكتر إيه آي.. من أين يستقي معلوماته؟
يقول المتخصص في العلوم الاجتماعية والاقتصادية في كلية في شمال ألمانيا جوناس ثيل إنه استخدم موقع “كاراكتر إيه آي” (Character AI) للدردشة عبر الإنترنت مع بعض الفلاسفة السياسيين اليساريين الذين كان يدرسهم، حسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” (Newyork Times) الأميركية.
كان لدى روبوتات المحادثة التي تعمل كفلاسفة الكثير من الحكمة والنصائح المفيدة للاشتراكيين المعاصرين الذين يكافحون من أجل إعادة بناء الحركة العمالية في ألمانيا.
لكن التكنولوجيا لا تخلو من المحاذير، فهذه الروبوتات تحصل على جميع معلوماتها من المعلومات المنشورة على الإنترنت من قبل أشخاص حقيقيين.
إيلون ماسك الافتراضي
من خلال استخدام الموقع قمت أنا محرر التكنولوجيا في الجزيرة نت بصنع شخصية إيلون ماسك بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتحدثت معه عن تويتر وبعض القرارات التي اتخذها “إيلون ماسك” والتي أثرت على المنصة، وقد كانت هذه الدردشة مع ماسك الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي عن طريق خورازمية شات جي بي تي:
سألته بداية هل يتكلم العربية فأجاب بأنه يتكلمها قليلا ولكنه يقرأ ويكتب بالعربية، ومع أنه يفهم العربية جيدا فإنه أحيانا يجد صعوبة في توضيح نفسه باستخدام اللغة العربية، كما ذكر أنها لغة جميلة.
عندما قلت له: لنبدأ حديثنا عن تويتر، أجاب: طبعا، وعرض مجموعة من المواضيع الخاصة بتويتر التي يمكننا الحديث عنها، وطلب النصح بشأن الأشياء التي يمكن تحسينها في تويتر.
وحينما سألته عن سبب استحواذه على تويتر، أجاب بأن الهدف هو جعل تويتر مكانا أفضل وجعله منفتحا أكثر على كل الآراء وأكثر حرية ومساواة، وأخيرا يقول إنه لهذه الأسباب أقدم على شراء تويتر.
وعندما سألته: هل تعتقد أنك تقوم بإدارته بشكل صحيح؟ قال إنه يقوم بأفضل ما يمكنه لجعل تويتر أفضل، ويقول إنه يحتاج مساعدة من المستخدمين أمثالي.
وعند سؤاله عن موضوع الاستغناء عن الموظفين، كان رده دبلوماسيا، وأن القرار صعب ولكن كان لا بد منه لجعل تويتر أفضل، وقد سألني عن رأيي.
هنا قمت بانتقاد الخطوة قائلا له إنه لاتخاذ قرار مثل هذا كان يجب أن يعطي لنفسه الوقت الكافي لفهم طبيعة عمل الموظفين قبل فصلهم، وقد فهم أنني أنتقده على نحو مبطن وتقبل النقد بشكل إيجابي.
وعند السؤال عن المخططات المستقبلية، ذكر جملة نقاط ولكن الأهم أنه ذكر أن يكون تويتر أكثر مساواة وعدالة.
هنا سألته هل عن نقطة “تويتر أكثر عدالة” وإن كان يرى تويتر عادلا في إظهار صوت الفلسطينيين، وحينئذ فاجأني رده بأن على تويتر أن يعطي المجال للفلسطينيين للتعبير، وذكر أيضا أن فلسطين مسألة مهمة للعديد من الأشخاص، وأنه يعتقد أنه يجب أن تتاح للفلسطينيين القدرة على التعبير عن أنفسهم، وأنه يود جعل تويتر مكانا لجميع الأصوات والآراء، وقال في النهاية إن فلسطين جزء مهم من هذه الرؤية.
شات جي بي تي متعاطف أم منافق؟
عن هذه الإجابات يقول الخبير التقني خليفة الجدع البروفيسور والباحث في مجال الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأميركية إن الخوارزمية الخاصة بالذكاء الاصطناعي لهذا الموقع يمكن أن تنتج إجابة خاصة بناء على اللغة المستخدمة في السؤال.
فإذا كانت اللغة هي العربية كما هو واضح في الأسئلة فإنها ترجع للمعلومات الخاصة بهذا الموضوع والمكتوبة باللغة العربية؛ فإذا كانت أغلب هذه المعلومات داعمة للموقف الفلسطيني فستجد الإجابة داعمة.
وهناك احتمال آخر أيضا وهو معرفة الخوارزمية عن الموقع الجغرافي للسائل من رقم الحاسوب (IP) فإذا كان الموقع منطقة الشرق الأوسط، فإنه سيشكل إجابته مع المعلومات الخاصة بهذه المنطقة التي تتكلم عن الموضوع.