• الحرب, بوتين, كييف, مجلة نيوزويك, مقال
• 0 Comments
• 1121 Views

علق دان بيري، محرر شؤون الشرق الأوسط السابق لوكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press)، على ما آل إليه الأمر وما تعلّمه الغرب بعد سنة من الحرب الروسية في أوكرانيا، بأنه كما بات معلوما الآن لم يسر شيء وفقا لخطة بوتين ولم تسقط كييف، والمكاسب الروسية تقتصر على شرق وجنوب البلاد.

ويرى بيري في مقاله بمجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أصبح مشهورا ومحبوبا للعالم الحر وسيُذكر مكانه في التاريخ. وفي المقابل سيُذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا “ليس فقط كجزار، ولكن كأول زعيم يكسر علانية المحرمات” بشأن التهديد باستخدام السلاح النووي، وهو أمر لم يحدث حتى خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وعدّد الكاتب الخسائر التي مني بها الطرفان، ولكن المفارقة، كما يراها، هي أنه برغم فداحة الخسائر الأوكرانية، كانت الأضرار التي لحقت بروسيا لا تصدق وستجعل مؤرخي المستقبل مذهولين، حيث تُقدّر الولايات المتحدة أن ما لا يقل عن 100 ألف جندي روسي قتل في الحرب (ضعف عدد الأميركيين خلال 10 سنوات في فيتنام)، وخسرت روسيا أيضا آلاف الدبابات ونحو 10 مروحيات على الأقل.

وفي إخفاقها التام لإخضاع حليف أضعف بكثير، حطّمت روسيا سمعتها لكونها تتمتع بالكفاءة العسكرية، وهذا مدمر لرغبة موسكو في إظهار قوتها في جميع أنحاء العالم. ولم يعد الغرب مستعدا للاعتماد على الطاقة الروسية، وهو مصدر إزعاج كبير لروسيا.

ورغم أن العقوبات الاقتصادية ليست فعالة حتى الآن كما كان يأمل الغرب، فإن الحرب ألحقت ضررا بالغا بآفاق اقتصاد بوتين على المدى الطويل. ومن المؤكد -وفق زعم الكاتب- أنها ستظل معزولة عن الاقتصادات الغربية طالما أن بوتين في السلطة، وربما أبعد من ذلك بكثير.

كما أن آلاف الروس، وأحيانا شركات بأكملها، يفرون من روسيا إلى أماكن شتى، حتى إلى إسرائيل البعيدة. ومع أن بوتين أراد ظاهريا إبعاد أوكرانيا عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أنه لم يزد فقط من فرص حدوث ذلك، بل أدى إلى رغبة دول أخرى في الانضمام أيضا، وحتى إن بلدانا أخرى في الاتحاد السوفياتي السابق كانت تغازل روسيا يوما ما، مثل مولدوفا وكازاخستان، بدأت تبتعد أيضا.

لكن في المخطط الكبير للأشياء، كما ختم الكاتب مقاله، تكمن النتيجة على مستوى أعلى وهي أن “حرب بوتين كشفت مرة أخرى أن الأنظمة الاستبدادية، بدلا من أن تكون فعالة بسبب القيادة والسيطرة، ستفعل في النهاية أكثر الأشياء حماقة وانتحارا”.

وأضاف الكاتب أن “الطغاة مثل بوتين” يأخذون المقولة الساخرة “في الهراء القوة” للكاتب الأميركي كورت فونيغت في روايته “فطور الأبطال”؛ على محمل الجد ويتعايشون معها. والاختبار بالنسبة للشعوب المستعبدة هو إلى متى سينحنون لأولئك الطغاة؟

ورغم بقاء العديد من الروس في الظلام، فإن الحقيقة يجب الآن أن تكون واضحة إلى حد ما بالنسبة لمعظم الناس، وفق تعبير الكاتب.