- الكلاب الضالة, انسحاب, بدائل, تأمين, ضبط انتشار, مسؤولية
- 0 Comments
- 1541 Views
يحتدمُ الجدلُ حول آليات احتواء مخاطر الكلاب الضالة. فبينما تدعو فئةٌ إلى استئنافِ عمليات القنص، يحثُ ناشطون على إيوائها ومعالجتها على الرغم من تكاليفِ مثلِ هذا المسارِ غيرِ المتوفرِ أصلا. كيف نشأت المشكلة؟ وما هي البدائلُ المفترضُ تأمينُها؟.
تبرع المواطن زيد الكعابنة من بلدة الندوة في منطقة الجيزة جنوب عمان، بـ 28 دونما لإيواء الكلاب الضالة، في مبادرة استثنائية، في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة إجراءات جذرية لمعالجة المشكلة التي باتت تؤرق الأردنيين قد تشكل بارقة أمل تحتاج اهتماما رسميا.
مبادرة تنضم إلى قصص نجاح نادرة العقبة ومادبا
تتفاقم المعضلة منذ التزم الأردن بعدم القضاء على الكلاب الضالة مقابل حزمة إجراءات رفيقة بالحيوان: مأوى، بيطرة، غذاء.
تقديرات 100 ألف دينار لكل بلدية قرابة 10 ملايين دينار.
وقال الكعابنه لـ”رؤيا” إن مساحة الأرض تسمح بإقامة محمية متكاملة للكلاب الضالة، خصوصا أنها بعيدة عن التجمعات السكانية، من منطلق المسؤولية المجتمعية.
وتأتي مبادرة الكعابنة في ظل انتشار الكلاب الضالة في مناطق مختلفة في الأردن، وسط شكاوى مواطنين من تكرار حالات العقر بينها حالات خطيرة.
وتسببت الكلاب الضالة بعقر 5 آلاف شخص العام الماضي (2022)، وفق إحصائيات وزارة الصحة.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الزراعة، في بيان أصدرته إن دورها في التعامل مع الكلاب الضالة يقف عند الجوانب الصحية والبيطرية أما الرقابة على الكلاب وايوائهم يعود إلى مهام وزارة الإدارة المحلية وأمانة عمان الكبرى.
وأكدت أن القوانين الصادرة عن الوزارة، تمنع قنص الحيوانات عموماً ومنها الكلاب الضالة، مبينا أن الرقابة على الكلاب الضالة منها، تناط البلدية، وفقا لما تنص إحدى مواد قانون الإدارة المحلية وأمانة عمان.
بلديات: الظاهرة مقلقة والإمكانات المالية شحيحة
رئيس بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني قال إن انتشار الكلاب الضالة داخل الأحياء السكنية أصبح ظاهرة مؤرقة تعرض المواطنين للخطر.
وأكد المومني أن مكافحة الكلاب بطريقة ABC تحتاج إلى فترة زمنية طويلة تمتد لأكثر من عام لتطبيقها ، تزامناً مع تشارك وزارة الزراعة ودعم الحكومة في توفير اطباء بيطريين واشخاص مدربين للتعامل مع الكلاب.
وأضاف أن العملية تتطلب توفر قطعة أرض لتكون مركز إيواء، مشيرا إلى أن هذه العملية قد تحتاج لنحو مليون دينار سنويا من البلدية.
وشدد المومني على ضرورة إيجاد حلول لوقف الشكاوى المتكررة من هذه الظاهرة لغاية توفير المخصصات ودعم البلديات لتطبيق برنامج ABC والذي يعمل على استئصال الأعضاء التناسلية للكلاب ذكورا وإناثا ليتم تحصينها.
في ذات السياق قال الدكتور محمود الشياب مدير مديرية الشؤون الصحية في بلدية اربد إن البلدية توقفت عن القنص والتسميم منذ عام 2017.
وبين أن العملية المبرمجة لتطبيق برنامج ABC تتطلب كوادر وأغذية ومطاعيم وأطباء ومركز، وأن بلدية اربد وفرت قطعة أرض لتنفيذ البرنامج فيما لم تلتزم الجهات المانحة بتمويل المشروع.
في آب من العام 2022، قدمت جمعية اليرموك في إربد مبادرة لاستثمار الأرض ثم لم تلتزم بالوعود، ولحق ذلك مبادرة أخرى خصصت لها البلدية 20 دونما مسيجة مع سيارة، لكن بحسب الشياب فإن العمل في المبادرة لم ينفذ، فيما يشدد أن البلدية كانت مسيطرة بشكل تام على الوضع سابقا.
ويقدر الشياب كلفة رعاية الكلب الواحد ما بين دينار إلى 800 دينار ما بين رعاية وطبابة، مشيرا إلى أن البلدية لا تستطيع تأمين هذه المبالغ.
وكانت بلدية اربد قد أُتهمت بقتل كلب قبل نحو أسبوع، وتم إحالتها إلى القضاء لدفع غرامة تقدر بنحو 200 دينار، فيما تبين أن البلدية بريئة من التهمة.
وبين الشياب، أن عدد الكلاب المنتشرة بين الأحياء السكنية في اربد تقدر بـ15 ألف كلب ضال.
جمعية الربيع .. نموذج حي لحل المشكلة
في العقبة، تجربة أخرى حيث وضح الدكتور عبد الله عثمامة من جمعية الربيع لرعاية البيئة والحيوان التي رعت في موقعها القديم بمدينة العقبة قرابة 240 كلب منذ انشاءها عام 2013، قبل نقل موقعها إلى قطعة أرض خارج حدود المدينة مجهز بسور وأقفاص ووحدة طب بيطري عام 2022.
ولا تتلقى جمعية الربيع لرعاية البيئة والحيوان التطوعية وغير الربحية أي دعم مالي من أي جهة حكومية أو خاصة، فيما تقدر كلفة انشاؤه بـ 65 ألف دينار قدمها الديوان الملكي العامر من خلال لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك بالتنسيق مع سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة في أيار من العام 2022.
وتجمع الجمعية في مقرها الجديد الذي افتتح قبل نحو 6 شهور 500 كلب تشكل ما نسبته 80 بالمئة من عدد الكلاب الضالة التي كانت تنتشر في مدينة العقبة، وجميعها تم تعقيمها ويتم تنظيفها وإطعامها يوميا من خلال متطوعين.
ويفتقر الملجأ النموذجي للعمالة، ويتسع لنحو 1000 كلب، فيما يعتقد العثامنة أن إنشاء الملاجئ الخاصة برعاية الكلاب أنجح الحلول للسيطرة على مشكلة الكلاب الضالة.
ويطبخ المتطوعون في الجمعية قرابة 250 كيلو من الطعام يوميا لإطعام الكلاب، فيما تنقصه المياه والعمالة بحسب العثامنة.
ويدخل للملجأ 3 كلاب ضالة جديدة يوميا، وتجرى عشرات عمليات التعقيم والجراحة لها، فيما يدعو العثامنة أولياء الأمور إلى مرافقة أطفالهم عند زيارة الملجأ، معتبراً أنه حين يتربى الأطفال على الرفق بالحيوان، فلا شك أنهم سيكونون رفقاء بالإنسان أيضا.