انتقال رونالدو للسعودية مؤشر جديد على تدهور كرة القدم الصينية

جذبت صفقة انتقال كريستيانو رونالدو الضخمة إلى النصر السعودي أنظار العالم الشهر الماضي، لكن في ظروف أخرى كان من الممكن أن يقطع اللاعب -الفائز بالكرة الذهبية 5 مرات- خطوة أبعد نحو الشرق.

وجاء انتقال النجم البرتغالي إلى السعودية بعد إلغاء تعاقده مع مانشستر يونايتد، ليشير إلى تحول في بوصلة كرة القدم الآسيوية بدأ قبل وباء كوفيد-19 واستمر ليترك أثرا كبيرا.

فمع تدفق الأموال إلى الأندية الصينية -التي يملكها عادة مطورو عقارات يعتمدون على الديون- نجح الدوري الصيني الممتاز في جذب لاعبين ومدربين بارزين منذ وقت مبكر خلال العقد الماضي.



تعاقدات صينية بأرقام فلكية

عام 2016، تعاقد نادي شنغهاي سيبج مع الثنائي البرازيلي أوسكار وهالك مقابل إجمالي 130 مليون يورو (141.27 مليون دولار)، وهو ما سلط الضوء على المسابقة التي ضمت بالفعل المدربين الفائزين بكأس العالم مارتشيلو ليبي ولويز فيليبي سكولاري.

وبعد وقت قصير، انضم كارلوس تيفيز إلى شنغهاي شينهوا مقابل 600 ألف جنيه إسترليني أسبوعيا (743 ألفا و820 دولارا) حسبما ذكرت التكهنات، لتعزز الصين مكانتها بوصفها أحدث وجهة مغرية للاعبي كرة القدم.

وهناك أرقام أكبر من ذلك بكثير، منها رفض نادي ريال مدريد انتقال نجمه السابق غاريث بيل لأحد الفرق الصينية مقابل راتب أسبوعي قياسي يتخطى المليون دولار، علما أن اللاعب الويلزي لم يكن يشارك حينذاك بشكل أساسي مع “الملكي”.

وكان من الطبيعي قبل 5 سنوات أن تجد نجوما يرفضون عقودا مع أندية أوروبية كبرى للانضمام للفرق الصينية، مثل نجم المنتخب البلجيكي السابق مروان فيلايني، الذي ترك مانشستر يونايتد الإنجليزي عام 2019 بعدما مثله في 119 مباراة، مفضلا الانتقال إلى شاندونغ لونينغ الصيني لحصوله على مقابل أعلى بكثير بالطبع.



وأظهرت السلطات قلقها من البذخ في الإنفاق، لذا شددت الإجراءات، لكنها لم تقلل من تكهنات انتقال أشهر اللاعبين إلى الصين، ولم تكن مفاجأة كبيرة أن يرتبط رونالدو بالانضمام لأندية صينية.

وكان رونالدو -على الأخص- محور تكهنات عام 2018 تتعلق بانتقاله إلى تيانجين قوان جيان (صاحب الإنفاق السخي وسريع التطور) بعد التقاط صور لمالك النادي مع جورجي مينديز وكيل أعمال رونالدو.

الأندية الثرية تغلق أبوابها

لكن بعد 5 سنوات تغيرت كثير من الأمور، وأصبح تيانجين من أوائل الأندية التي أغلقت أبوابها بسبب مشاكل قانونية أو مالية، بينما كان ووهان يانغتسي آخر الأندية المنهارة هذا الأسبوع.

ولم ينج من تدهور كرة القدم الصينية إلا قليل.

ومطلع 2021، تفكك نادي جيانغسو سونينغ -المملوك لأحد أكبر تجار التجزئة بالبلاد- بعد أشهر من تتويجه بلقب الدوري لأول مرة.

وتدهور حال قوانغتشو بطل آسيا مرتين، الذي هيمن على كرة القدم الصينية في السابق، إثر اضطرار ملاكه (تشاينا إيفرغراند للتطوير العقاري) لتقليل التمويل بعدما فرضت الحكومة قيودا على الاقتراض.

وشكلت سياسة الصين لمكافحة كوفيد-19 تحديات أصعب على الأندية.

وتسللت المواهب إلى الدوري السعودي للمحترفين، وسبق لهدافي هذه المسابقة حاليا، أندرسون تاليسكا (نادي النصر)، وعبد الرزاق حمد الله (نادي الاتحاد)، وأوديون إيجالو (نادي الهلال) اللعب في الصين.

وأظهرت السعودية طموحا كبيرا في كرة القدم، إذ تستعد لاستضافة كأس آسيا 2027 وطلبت تنظيم كأس آسيا للسيدات 2026.



وجاءت هذه الخطوات بعد أن اضطرت الصين للتنازل عن حقوق استضافة كأس آسيا 2023 بسبب سياسة مكافحة كوفيد-19.

ورغم تخفيف القيود المتعلقة بجائحة كورونا في تحول درامي الشهر الماضي، فإن كرة القدم الصينية تعرضت لضرر بالغ بالفعل واختفى بريقها.

administrator

اترك تعليقا