اتهمت أكرانيا القوات الروسية باستخدام قنابل محرمة دوليا في غاراتها على خيرسون، كما أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الوضع في مدينة أوغليدار بمقاطعة دونيتسك التي تسعى قوات فاغنر للسيطرة عليها. ومن جانبها قللت روسيا من أهمية المحادثات مع أوكرانيا والولايات المتحدة بعد قرار واشنطن تزويد كييف بالدبابات.
وقالت السلطات الأوكرانية في مدينة بيريسلاف إن القوات الروسية نفذت الليلة الماضية سلسلة غارات على مدينة خيرسون، استخدمت فيها الذخيرة الحارقة المحرمة دوليا، وفق تعبيرها.
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية كثفت قصفها خلال الساعات الماضية على مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد، وشنت غارات جوية أخرى على مقاطعات عدة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وفي خاركيف، بثت هيئة الطوارئ الأوكرانية مشاهد لما قالت إنها قصف روسي على مبنى سكني، مما أسفر عن مقتل مسنة وإصابة 3 أشخاص، وبثت وسائل إعلام أوكرانية صورا لعمليات الإنقاذ في المبنى المكون من 4 طوابق.
كما أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن قواتها نفذت سلسلة غارات على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها الصاروخية داخل الأراضي الأوكرانية، إضافة إلى محطتي رادار ومستودع للذخيرة.
في المقابل، أعلنت سلطات لوغانسك الموالية لروسيا أن كييف ترسل تعزيزات عسكرية إلى بلدة تشاسوف يار بضواحي باخموت. وأضافت أن القوات الأوكرانية تستهدف مدينة ألشيفسك الواقعة في مقاطعة لوغانسك بصاروخين من طراز هيمارس الأميركي.
كما أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك أنها حققت تقدما في الجزء الشرقي من مدينة أوغليدار، وقالت إن القوات الأوكرانية قصفت المنطقة 9 مرات بنحو 40 قذيفة، كما استهدفت 4 أحياء سكنية إلى جانب قصف مدينة ياكوفليفكا.
وكان الرئيس الأوكراني أكد أن الوضع على جبهة باخموت وأوغليدار صعب للغاية، وقال في خطاب له إن الهجمات الروسية ومحاولات اختراق الدفاعات الأوكرانية مستمرة على حد تعبيره.
وتسعى موسكو لتأمين خطوط الإمداد لقواتها في دونيتسك، في حين تستخدم القوات الأوكرانية مواقعها في أوغاليدار لشن هجمات على مركز السكك الحديدية الرئيسي في فولنوفاخا مما يهدد عمليات الإمداد الروسية بين الجنوب والشرق.
سول والدعم العسكري لأوكرانيا
وفي إطار آخر، حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كوريا الجنوبية على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، مقترحا عليها مراجعة سياستها المتمثلة في عدم تسليح الدول المتحاربة.
ويزور ستولتنبرغ سول حاليا، وهي المحطة الأولى في جولة تشمل اليابان، وتهدف لتعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في ظل الحرب في أوكرانيا وتنامي المنافسة مع الصين.
وخلال حديثه في معهد تشوي جونغ-هيون للدراسات الجيوستراتيجية في سول، شكر ستولتنبرغ الحكومة الكورية الجنوبية على مساعدتها غير القتالية لأوكرانيا لكنه حثها على فعل المزيد، مضيفًا أن هناك “حاجة ملحة” للذخيرة.
وتعدّ كوريا الجنوبية مُصدِّرا مهما للأسلحة على الصعيد العالمي، ووقعت الآونة الأخيرة عقودا لبيع مئات الدبابات والطائرات والأسلحة الأخرى إلى دول أوروبية بما في ذلك بولندا العضو في الناتو منذ بدء الحرب.
لكن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول قال إن قوانين بلاده -التي تمنع تقديم الأسلحة إلى البلدان المتنازعة- تجعل من توفير الأسلحة لأوكرانيا أمرا صعبا.
وعاد ستولتنبرغ ليقول إن دولا من بينها ألمانيا والنرويج، اللتان كانت لديهما قوانين أسلحة مماثلة لقوانين كوريا الجنوبية، قد عدّلت سياستها بغية دعم كييف.
وأشار الأمين العام للناتو إلى أن الجيش الروسي يستعد لمجهود حربي جديد، لافتا إلى أن موسكو تتلقى أسلحة، خصوصا من كوريا الشمالية، بحسب معلومات كشفها البيت الأبيض الأميركي.
ومن جانبها، نفت كوريا الشمالية أمس الأحد إمداد موسكو بالأسلحة بعد أن اتهمتها واشنطن بتسليم صواريخ إلى مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية المنخرطة في الحرب على أوكرانيا.
وتواصل أوكرانيا مساعيها للحصول على المزيد من الأسلحة الغربية، حيث قال المستشار بالرئاسة ميخائيل بودولياك إن بلاده تجري مفاوضات مع شركائها بشأن توفير الطائرات والصواريخ البعيدة المدى في أسرع وقت لحماية المدرعات التي قدمت لها.
لا جدوى من المحادثات
على صعيد آخر، اعتبر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه من غير المجدي التحدث مع كييف بعد قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالدبابات، وقال إنه عندما أعلنت واشنطن قرارها تزويد أوكرانيا بالدبابات بدأ من وصفهم بأتباعها يتنافسون على من سيزود كييف بها وبكم سيزودها، على حد تعبيره.
وأضاف ريابكوف -في تصريحات لنوفوستي- إنه من غير المجدي التحدث ليس فقط مع “النازيين الأوكرانيين” ولكن أيضا مع من وصفهم بمحركي الدمى، وفق تعبيره.
ويأتي ذلك بعد تصريح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
وقال بيسكوف إنه لا توجد محادثات متفق عليها بين الجانبين، لكنه أوضح أن الرئيس كان ولا يزال مستعدا لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني.