قبيل وصول بلينكن.. استشهاد فلسطيني بالخليل واعتقالات بأنحاء الضفة والخارجية الفلسطينية تدين الأعمال الإرهابية للمستوطنين

استشهد شاب فلسطيني -صباح اليوم الاثنين- متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال في مدينة الخليل بالضفة الغربية، ومن جانبه أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 12 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة المحتلة.

كما قالت الخارجية الفلسطينية إن مستوطنين مسلحين ارتكبوا في ليلة واحدة 120 اعتداء على الفلسطينيين جنوب نابلس بالضفة، مُدينة ما وصفته بإرهاب المستوطنين المسلحين ومطالبة بإدراج تنظيماتهم المتطرفة على قوائم الإرهاب.

تأتي هذه التطورات في وقت وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة في مستهل جولة تشمل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بهدف مناقشة ملفات عدة منها التصعيد في الأراضي الفلسطينية والحفاظ على الوضع التاريخي للقدس وملف حل الدولتين.

وجاءت زيارة بلينكن بينما يواصل مدير الاستخبارات المركزية وليام بيرنز مباحثاته في سياق جولة أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، قبل أن ينتقل إلى رام الله للقاء قيادات سياسية وأمنية فلسطينية على رأسها رئيس السلطة الوطنية محمود عباس.



خطورة العدوان

وقالت الرئاسة الفلسطينية -في بيان- إن عباس أطلع بيرنز على خطورة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وأهمية التدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف إجراءاتها الأحادية الجانب، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة.

وأكد عباس ضرورة عودة الأفق السياسي على أساس الشرعية الدولية، بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

يُشار إلى أن فلسطينيين اثنين كانا قد استشهدا أمس، أحدهما برصاص حارس أمن مستوطنة في قلقيلية والآخر متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمته مخيم جنين للاجئين الخميس الماضي.

وتشهد الأراضي الفلسطينية تصاعدا في التوتر منذ مقتل 9 فلسطينيين بعملية عسكرية لجيش الاحتلال بمخيم جنين للاجئين الخميس الماضي، تلاه هجوم مسلح لشاب فلسطيني بالقدس المحتلة خلف 7 قتلى وعدة إصابات. كما نفذ صبي (13 عاما) هجوما بالقدس الشرقية أول أمس أسفر عن إصابة شخصين.



اعتداءات المستوطنين

وإثر العمليتين، اعتدت مجموعة من المستوطنين على مواطنين فلسطينيين في قرية جالود جنوب نابلس بالضفة مما أدى لإصابة فلسطينيين اثنين.

وذكر شهود أن المستوطنين هاجموا منازل في القرية وأحرقوا مركبة على الأقل، كما هاجمت مجموعة أخرى بالحجارة مركبات فلسطينية عند مدخل القرية.

كما بدأت حكومة الاحتلال أمس تنفيذ قرارات “انتقامية” ضد الفلسطينيين، ردا على العمليتين الأخيرتين بالقدس المحتلة.

وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز الشرطة بسرايا من الجيش، لمساعدتها في القدس والمناطق القريبة من خط التماس، وتوسيعَ تسليح المستوطنين.

ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى الضفة والمدينة المقدسة المحتلتين، لدعم القوات المنتشرة هناك بحسب الحكومة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو إن الإجراءات الانتقامية تشمل مصادرة الحق في السكن والإقامة والمواطنة لعائلات منفذي العمليات. وجاء ذلك خلال اجتماع للحكومة بعد ساعات من اتخاذ المجلس الأمني الوزاري المصغر (الكابنيت) سلسلة قرارات انتقامية ضد الفلسطينيين، شملت إغلاق منزل منفذ عملية القدس الشهيد خيري علقم.

كما هدمت جرافات الاحتلال -الأحد- منزل عائلة راتب شقيرات في جبل المكبر بالقدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.

كما اقتحمت قوات إسرائيلية مخيم شعفاط بالقدس المحتلة فجر اليوم، واعتقلت الشاب يوسف رمزي طه، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.



موقف فرنسي

على صعيد آخر، أفاد بيان للرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم خلاله تعازيه لضحايا عملية القدس الجمعة الماضية.

وأضاف البيان أن ماكرون عبّر عن تضامنه الكامل وتضامن فرنسا مع إسرائيل في “كفاحها” ضد ما وصفه بالإرهاب.

وأشار البيان إلى أن الرئيس الفرنسي شدد على ضرورة تجنب الجميع إجراءات من شأنها تغذية “دوافع العنف” مضيفا أنه مستعد للمساهمة في عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقفة تضامن

وقد نظم نشطاء عرب ويهود أميركيون مظاهرة في مدينة نيويورك للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وردد المتظاهرون في المسيرة -التي جابت شوارع حي “جي بي ريدج” في بروكلين- هتافات تضامنية مع الفلسطينيين رافعين العلم الفلسطيني وصور شهداء مخيم جنين.

كما دعوا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف دعم وتمويل إسرائيل.