أعلن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا يزال “يحلم بهزيمة روسيا إستراتيجيا” في أوكرانيا. كما أكد أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف أن روسيا تستعد لشن هجوم كبير جديد على أوكرانيا، مشيرا إلى أن المعارك الأصعب “لم تأت بعد والأشهر المقبلة ستكون حاسمة بتحديد مسار الحرب”.
في حين قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه من الضروري البدء -في أسرع وقت- في المفاوضات لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام بين أوكرانيا وروسيا.
وذكرت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين قرر إقالة النائب الأول لأمين مجلس الأمن الروسي يوري أفيريانوف من منصبه. وأوضح مجلس الأمن الروسي أن أفيريانوف أُعفي بسبب انتهاء عقده كموظف حكومي فيدرالي ونقله إلى وظيفة أخرى.
وفي إطار آخر، قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين إن حلف الناتو يزيد الرهان في أوكرانيا، لأنه ما زال يحلم بهزيمة روسيا إستراتيجيا.
وأكد ناريشكين -في تصريح لوكالة نوفوستي- أن أحلام الناتو هذه لن تتحقق.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي -خلال تصريح صحفي- “هناك حديث عن الدبابات وأن دولا وافقت على تزويد كييف بها وأخرى لم توافق، وهناك تصريحات مختلفة عن موضوع مقاتلات إف-16 (F-16)، ولكن الأهم هو البدء -في أسرع وقت ممكن- في المفاوضات حول وقف إطلاق نار عادل وتحقيق السلام، ونحن ندعم ذلك”.
وأردف أوغلو أنه “يجب أن يكون سلاما تقبل به الدولتان، ولا يمكن ذلك من دون مشاركة هاتين الدولتين، لأنه لا روسيا ولا أوكرانيا ستقبلان بسلام يفرض عليهما بشكل أحادي الطرف”.
حزمة مساعدات
على صعيد آخر، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولَين أميركيين مطلعين قولهما إن الولايات المتحدة تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 2.2 مليار دولار لأوكرانيا.
وأضاف المسؤولان أن المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة لكييف من المتوقع أن تشمل -لأول مرة- صواريخ طويلة المدى، بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة أخرى.
وقال المسؤولان إنه من المتوقع الإعلان عن المساعدة العسكرية في أقرب وقت هذا الأسبوع، وإنه من المتوقع أن تشمل أيضا معدات دعم لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” (Patriot) وذخائر دقيقة التوجيه وصواريخ “جافلين” (Javelin) المضادة للدبابات.
وقال أحد المسؤولين إن جزءا من الحزمة سيأتي من صندوق يُعرف باسم “مبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا”، الذي يسمح لإدارة الرئيس جو بايدن بالحصول على أسلحة من شركات الصناعات الدفاعية، بدلا من الأخذ من مخزونات الجيش الأميركي.
وأضافت رويترز أن إدارة بايدن ستشتري سلاحا جديدا لتقديمه لأوكرانيا، ويتعلق الأمر بالقنبلة ذات القطر الصغير المعروفة باسم “جي إل سي دي بي” (GLSDB) التي صنعتها شركة “بوينغ” (Boeing)، ويبلغ مدى القنبلة 94 ميلا (150 كلم).
والمدى الطويل للسلاح الجديد قد يسمح للقوات الأوكرانية بضرب أهداف روسية كانت بعيدة المنال، كما سيساعدها في مواصلة الضغط عن طريق الهجمات المضادة لتعطيل القوات الروسية من وراء خطوط القتال.
كما نقلت وكالة رويترز -عن مصادر حكومية إسبانية- أن مدريد تعتزم إرسال 4 إلى 6 دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز الأميركية عن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو قوله إن بلاده ملتزمة بتلبية طلبات أوكرانيا للحصول على أسلحة لتعزيز دفاعاتها “دون تعريض الدفاع الإيطالي للخطر”.
وأكد كروسيتو أن مساعدات إيطاليا لأوكرانيا قد تشمل أسلحة دفاع ضد الهجوم الصاروخي الروسي، وأن أي قرار بهذا الشأن سيتخذ بالاشتراك مع فرنسا.
محاولات تقدم
ميدانيا، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أنه تم صد 8 محاولات تقدم روسية وصفتها بالكبيرة على طول خطوط المواجهة في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أوكرانية أن معارك عنيفة تدور في شرق مدينة باخموت وشمال شرق المدينة عند قرية كراسنايا هورا.
وأضافت المصادر أنه بالرغم من صعوبة الوضع، فإنه تحت السيطرة، وأن القوات الروسية المهاجمة تكبدت خسائر كبيرة جدا، على حد وصف المصادر.
وفي جنوب مقاطعة دونيتسك، نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن زعيم المقاطعة الموالي لروسيا أن القوات الروسية تمكنت من تطويق مدينتي باخموت وأرتيموفسك.
في المقابل، أفادت مصادر عسكرية أوكرانية بأن القوات الروسية ما زالت تحاول السيطرة على بلدتي أوغليدار وبافليفكا، وأن البلدتين تتعرضان لقصف مدفعي شديد، لكن القوات الروسية ما زالت عاجزة عن التقدم في هذا المحور.
كما ذكر حاكم دونيتسك الأوكراني أن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 6 آخرون في قصف روسي استهدف العديد من المدن والبلدات على طول خط المواجهة في المقاطعة خلال الساعات الأخيرة.
من ناحية أخرى، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية شنت خلال الساعات الماضية سلسلة غارات جوية وأكثر من 65 رشقة صاروخية على البنية التحتية المدنية، لا سيما في مقاطعات خيرسون وميكولايف وزاباروجيا وسومي وخاركيف.
ونقل مراسل الجزيرة عن الجيش الأوكراني في جنوب البلاد قوله إن قواته نفذت هجمات متواصلة بالمدفعية الثقيلة وبطائرات من دون طيار على مواقع تمركز الروس في الضفة الشرقية من نهر دنيبرو في خيرسون.
وقالت مصادر عسكرية أوكرانية إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح على محوري خيرسون وزاباروجيا، وإن القوات الأوكرانية واصلت قصف الجسور وخطوط الإمداد الروسية من شبه جزيرة القرم إلى المقاطعتين الجنوبيتين.
كما أكدت استهداف 13 منطقة لتركز الأفراد والعتاد الروسي على أكثر من جبهة ومحور.