هنيدي .. أسطورة “الكوميديا” أمام الكاميرا وخلفها 

في بعض الأحيان يصدم الجمهور بأن فناناً كوميدياً لا يملك نفس خفة الظل في الواقع، ولكن الوضع مع نجم الكوميديا محمد هنيدي، يختلف كثيراً، فهو قادر على صناعة البهجة على الشاشة وخارجها. يملك النجم محمد هنيدي، الذي يحتفل بعيد ميلاده اليوم الأول من فبراير، خفة ظل استثنائية يعبر عنها سواء من خلال حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر لقاءاته التليفزيونية ومشاركته بالمهرجانات، أو حتى لو اجمتع بالجمهور في مناطق حيوية.

هنيدي “خفة ظل” بالفطرة

“هنيدي” لا يتصنع خفة الظل ولكن يمتلكها بالفطرة، فهو لا يحتاج إلى سكريبت لكي يرسم البسمة على وجه جمهوره، ولا يفتعل إشارات بوجهه أو حركات بجسده بهدف الكوميديا، فكل ما يحتاجه “هنيدي” هو الارتجال فقط من أجل نشر البهجة. ولعل آخر مثال على هذا ما قاله في مهرجان “جوي أوارد”، حين صعد إلى المسرح وسرعان ما علق على طول الميكروفون بأنه مناسب جداً لطوله، مستغرباً لماذا انحنى كثيراً الممثل أحمد عز أمام الميكروفون خلال تسلم جائزته، مشيراً إلى قصر قامته وطول قامة “أحمد عز”، لينفجر الحضور ضحكاً على مزحات وقفشات “هنيدي” التي لا تنتهي.



هنيدي و”كوميديا” مواقع التواصل الاجتماعي

كما أصبح “هنيدي” نجماً على مواقع التواصل الاجتماعي، وبات من أقوى النجوم المصريين تفاعلاً عليها، فهو يغرد خارج سرب الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، حساباته ليست للصور أو نقلاً لحياته الشخصية، ولكن بدلاً من ذلك يغرد ويشارك ويعلق على الأحداث كافة. يرد “هنيدي” على جمهوره وأصدقائه ويخلق أجواء من المرح على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بين التغريدات التي أثارت جدلاً إعلانه الاعتزال على حسابه، مؤكداً أنه سيتفرغ إلى الغناء الشعبي والمهرجانات، وفي التعليقات قال لجمهوره إنه مستعد للغناء في أي فرح، ليتبين لاحقاً أنه يجهز لأغنية في أحد أعماله الفنية.

كوميديا “هنيدي” الهادفة

رغم اعتماد أعمال “هنيدي” كلياً على الكوميديا ولكنها لا تخلو من رسائل هامة، حتى أنه بدأ مشواره بأفلام تحث الشباب على ضرورة العمل وعدم الاستسلام، من بينها “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، و”همام في أمستردام”. كما ناقش قضية هامة في فيلم “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة”، وهي قضية التعليم والتعامل مع الأجيال الحديثة، والجمع بين اللين والشدة؛ من أجل بناء جسور اتصال بين الأجيال القديمة والحديثة.

خوف “هنيدي” من الدراما

وبالرغم من أن أعماله قد تضم بعض المشاهد المؤثرة والدرامية، والتي يثبت خلالها أنه موهوب في كل أنواع الفن، ولكن “هنيدي” الفنان الكوميدي الوحيد الذي يرفض الخروج عن عباءته. فيما يؤكد “هنيدي” أنه يفكر من الحين إلى الآخر في تقديم أعمال تراجيدية، ولكنه يتخوف من أن تحدث صدمة عاطفية بينه وبين الجمهور، معتبراً أن الجمهور يدخل أفلامه وهو مهيأ للكوميديا.