مقاومة جنين.. أي انعكاس على المشهد الثقافي الفلسطيني؟

رام الله – 

“فات الجيش وطلع الجيش وطلعت كل البلد تنادي

ونزل الصخر الفوق جبالك ع مسيرة أحزان الوادي

فوق كتافك تسع قبور وبتنادي عالاستشهادي

وأنا مجروح من التكرار ونفس المشهد عالأخبار

وشايف حزنك متل العادة، صاير عادي

خايف إذا شفتك فرحانة

وشفت ولادك جابوا العيد من الدكانة

خايف إذا بطلتي تموتي ماعرفش انك انتي بلادي”

هذه الأبيات كتبها الشاعر فارس سباعنة بعد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينته جنين وقتله 9 من أبنائها في مجزرة جديدة هزت الشارع الفلسطيني بالكامل؛ يقول “مشهد الجثامين التسعة التي خرجت المدينة بأكملها لوداعها لم يفارقني وكانت هذه القصيدة”.

ليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها سباعنة عن أحداث وطنية في قصائده، لكن جنين حالة شديدة الخصوصية لديه، فهي المدينة التي ينتمي إليها ويعرف كل سياقاتها الاجتماعية والسياسية والنضالية أيضا.



القصيدة التي نشرها على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي طرحت السؤال: أين هي جنين ومقاومتها المستمرة منذ سنوات من المشهد الثقافي الفلسطيني؟ وهل واكب الفعل الثقافي الحالة الثورية التي كرستها المدينة ومخيمها أخيرا؟

يقول سباعنة -للجزيرة نت- إن هناك إنتاجا ثقافيا واكب هذه الحالة، لكنه كان انعكاسا للحالة السياسية والنضالية أيضا، فكان “إنتاجا فرديا” وليس حالة ثقافية جماعية.

ويشرح سباعنة أن “الحالة الثقافية يمكن صناعتها إن توفرت الأدوات اللازمة لذلك”، لكن هذه الأدوات لم تتوفر، في ظل وجود قيود احتلالية على الفعل الجماعي القادر على التأثير.



سباعنة الذي لم يقر بغياب المقاومة عن المشهد الثقافي الحالي، والتي تجسدت حاليا في شمال الضفة الغربية؛ في مدينتي نابلس وجنين، لم ينف أيضا أن يكون هناك تهميش لهذه المدن وأخرى لمصلحة المركز؛ مدينة رام الله وسط الضفة الغربية حيث تتمركز كل المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة، وهو ما أثر في الإنتاج الثقافي الصادر من هذه المناطق.

مبادرات ثقافية غير كافية

هذا التهميش لم يمنع مبادرات محلية وإن كانت غير قادرة على سد الفراغ كاملا. فكان في جنين أهم هذه المبادرات، وتحديدا في المخيم، تأسيس مسرح الحرية الذي ارتبط ارتباطا مباشرا بحالة المقاومة بعد الاجتياح الكبير 2002، والهدف الأساس منه خلق علاقة بين الثقافة والمقاومة، كما يقول المدير العام للمسرح مصطفى شتا.

Liberty Theater announces suspension of its work today, Thursday, 1 / 09740740
Commitment to the comprehensive strike in mourning the souls of the martyrs

عمل المسرح على مدار سنوات بعد تأسيسه على تقديم إنتاج يتعلق بالمقاومة التي شهدها المخيم خلال الاجتياح، وبشكل مماثل قدمت حالة استنهاض المقاومة في المخيم خلال السنوات الأخيرة محتوى جديدا يستقي منها المسرح عروضه، فكانت جميع العروض منذ منتصف 2021 مستوحاة من المقاومة ومشاهد تصدّيها للاقتحامات.

يقول شتا للجزيرة نت “نعتمد على الرواية المحلية المبنية على الأحداث على الأرض، خاصة أن المسرح موجود في قلب المخيم، فإنتاجنا يواكب الحالة العامة ويوثق لها”.

مواكبة المقاومة لم تقتصر على المدينة، فقد قدم المسرح أعمالا تتعلق بالمقاومة بقطاع غزة والحروب التي شنّتها إسرائيل عليه، فكان العمل المسرحي “غزة ماذا الآن؟ عام 2021 الذي تناول تبعات الحرب النفسية على سكان القطاع، وأثرها في الوعي الجمعي الفلسطيني.

وعلى الرغم من عمل المسرح المتواصل ومواكبته لكل أحداث المخيم ومحيطه فإنه لا يشكل الحالة الثقافية العامة التي يقول عنها الكاتب والناقد الأدبي الدكتور عادل الأسطة إن مواكبتها للمقاومة ملحوظة لكن ليس كما كانت قبل توقيع اتفاقية أوسلو 1993.



وأضاف للجزيرة نت “أتابع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك إنتاج جيد لكنه لم يشكل حالة عامة، فتشكيل هذه الحالة يحتاج إلى مثقفين فدائيين قادرين على دفع الثمن”.

اجتياح نابلس ٢٠٠٢ :
رواية ” الاجتياح “
من كتب رواية اجتياح مدينة نابلس في ربيع العام ٢٠٠٢ ؟
هل كتبتها سحر خليفة في ” ربيع حار ” ٢٠٠٤ ؟
هل كتبتها عفاف خلف Afaf Khalaf في ” لغة الماء ” ٢٠٠٧ ؟
هل كتبتها سهاد عبد الهادي في ” ذاكرة زيتونة ” ٢٠٠٧ ؟
هل كتبها وليد الشرفا في ” ليتني كنت أعمى ” ٢٠١٩ ؟
هل كتبها كميل أبو حنيش في ” جهة سابعة ” ٢٠٢٢ ؟
أم كتبها إلياس خوري Khoury Elias في ” أولاد الغيتو ٣ : رجل يشبهني ” ٢٠٢٢ ؟
أنفقت أمس ساعات في قراءة ثانية للقسم الثالث من ” جهة سابعة ” ، وفي صباح اليوم أعدت قراءة صفحات من ” لغة الماء ” لأوازن بين الأحداث فيهما مع ما قرأته في ” رجل يشبهني ” .
شغفني ما ورد في الروايات الثلاثة عن الأحداث في المدينة وعن المكان الذي جرت فيه ، وقد كتبت أمس في هذا الموضوع ، وصرت فضوليا حقا .
ثلاثة كتاب صلتهم بالمدينة تختلف ؛ فعفاف ابنة نابلس ، وكميل ابن بيت دجن وقد أقام في نابلس إقامة ليست طويلة ، وإلياس خوري الذي رأى المدينة عبر أشرطة الفيديو أو عبر الإصغاء إلى معارفه منها .
كيف روى كميل قصة الجاسوس ؟ وكيف روتها عفاف ؟ وهي قصة لم يأت عليها إلياس !
يبدو أنني بحاجة إلى أسبوعي قراءة في الروايات حتى أكتب مقالا أطمئن إلى جودته .
قديما قال المتنبي :
” ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ” .
لماذا أشغل نفسي بالماضي ؟
صرت مثل آدم دنون شخصية رواية إلياس خوري . لا أنا قادر على التحرر من الماضي ولا أنا قابل أهاجر أو أتزوج ، وأهل المدينة وفلسطين مثلي . إنهم ما زالوا يتحاورون في أمر طلاقي وإصراري على عدم الزواج والبقاء وحيدا .
أي والله !
من هو الشاعر الذي سئل عن سبب طلاقه وعما حدث مع نوار فأجاب :
” ما أرانا نقول إلا معادا مكرورا ” .
ما أراني إلا أقول معادا مكرورا !
خربشات عادل الاسطة
Adel Osta
٢٤ / ١ / ٢٠٢٣ .

من المبكر تقييم المرحلة

لكن الأسطة -وهو من المطلعين على الإنتاج الثقافي الفلسطيني من روايات وشعر ومسرحيات- يقدم قراءات لمعظمها، ويرى أن تقييم الحالة يحتاج إلى وقت، بخاصة أن بعض الإنتاجات يحتاج لوقت طويل.



يضرب الأسطة الاجتياحات التي نفذها الجيش الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية عام 2002 مثالا، فقد واكب هذه الاجتياحات إنتاج ثقافي يمكن وصفه باليوميات، لكن إصدار أول رواية كان بعد عامين وهي رواية “ربيع حار” عن اجتياح نابلس، وبعد عامين كانت الرواية الثانية.

غزة ماذا الآن؟

مشهد تمثيلي صامت بعد انتهاء الاعتداء على غزة جاب شوارع جنين، صور مفاجئة لمواطنين تحت الأنقاض تجولوا بملابسهم الممزقة والمعبقة برائحة الموت ووجه مليئة بالدماء المعفرة بالتراب وركام رماد بيوتهم فوق رؤوسهم.

الناس في جنين ممن تسمروا امام تلك المشاهد خلال العدوان هالهم المشهد واستغربوه وخافوا منه ووصف بعض الشبان مناظر الممثلين بانهم مجموعات من مجانين الزومبي، حتى ان الشرطة استوقفها المنظر كونه صدم المارة.

#غزة_ماذا_الان؛ عمل فني مسرحي للشارع من انتاج مدرسة الحرية للفنون الادائية حاول به تشكيل تلك الصدمة حتى يبقي الذاكرة حيّة حول ما حدث في غزة وتبعاته النفسية على سكان القطاع، وذلك للتعبير الإبداعي عما تركته تلك الأحداث من اثر في الوعي الجمعي الفلسطيني.

أما الكاتب وليد الشرفا فاستغرق 17 عاما ليصدر روايته “ليتني كنت أعمى” التي تجمع بين شاهدين؛ الأول من معركة بيروت عام 1982 والآخر خلال اجتياح الاحتلال مدينتي نابلس وجنين 2002، يفقد الأول بصره خلال اجتياح البلدة القديمة في نابلس، والآخر رجله في معركة مخيم جنين.

ليس هذا فحسب، فحالة المقاومة جعلت بعض الأدباء يغيرون نمط رواياتهم كما حدث مع الكاتب أحمد رفيق عوض الذي أصدر روايته الأخيرة في أغسطس/آب2022 “الحياة كما ينبغي” متناولا الهبّات الشعبية التي شهدتها مدن الضفة الغربية والمقاومة المنفردة في السنوات الأخيرة بروح نموذج أدب المقاومة في مرحلة الثمانينيات.

وتوقع الأسطة مزيدا من الإنتاج الأدبي والثقافي المرتبط بالمقاومة في المدة الأخيرة وتحديدا في مدينتي جنين ونابلس، فكما يقول فإن هذا الإنتاج لطالما كان مرتبطا بصعود المقاومة على الأرض، وهو ما جعلها تختفي خلال فترة أوسلو وحتى الانتفاضة الثانية.



ورغم ذلك، يقر الأسطة بوجود تراخ أدبي في هذه المرحلة، وأن كثيرا من الإنتاج الثقافي فقد وهجه مقارنة بأدب السبعينيات والثمانينيات، فإن كان قد واكب المقاومة صعودا فإنه لم يواكبها من ناحية الجودة.

موتيفات وأفكار في الأدب الفلسطيني ” الحصار ” .
حصار نابلس والحصار في الأدب الفلسطيني
عادل الأسطة
في الفترة بين ١٣ تشرين الأول وبداية تشرين الثاني فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا على مدينة نابلس ، ما حدا بي إلى كتابة ” يوميات حصار نابلس ” .
في أثناء الكتابة تذكرت أعمالا أدبية عديدة كتبت في موضوع الحصار ، وتذكرت الحصار الأكبر وهو الاحتلال الأول والثاني ؛ احتلال ١٩٤٨ و احتلال ١٩٦٧ .
ما بين ١٩٤٨ و١٩٦٦ فرضت إسرائيل الحكم العسكري على السكان الباقين في أرضهم ، وقد صور جانبا منه المحامي توفيق معمر في قصصه القصيرة ” المتسلل وقصص أخرى ” . وبعد ١٩٦٧ صار نهر الأردن وجسراه حاجزين فرضا على سكان الضفة الغربية وقطاع غزة حصارا ما ، فكتبت فيه فدوى طوقان قصيدتها ” آهات أمام شباك التصاريح ” وسحر خليفة روايتها ” الصبار ” وفيها أتت على معاناة الفلسطينيين على الجسور ، ولكن رواية ” الطوق ” ( ١٩٧٩ ) لغريب عسقلاني كانت الأولى التي كتبت عن حصار مخيم في غزة وقد دام شهرا ، تلتها رواية أديب رفيق محمود ” الحصار “( ١٩٨١ ) عن قريته عنبتا وقد طال حصارها ، وقصص جمال بنورة وروايته ” أيام لا تنسى ” ، عن بيت ساحور ، وزكي العيلة ” الجبل لا يأتي ” عن مخيم جباليا .
لم يقتصر حصار الفلسطينيين على مدنهم وقراهم ومخيماتهم في فلسطين ، بل حوصرت مخيماتهم في الشتات وحوصرت مدن عربية عاشوا فيها .
في ١٩٧٦ حوصر مخيما جسر الباشا وتل الزعتر في بيروت ، فكتب محمود درويش قصيدته ” أحمد الزعتر ” ، ويوسف عراقي ” يوميات طبيب في تل الزعتر ” وفي ١٩٨٢ حوصرت بيروت وحوصرت الثورة الفلسطينية فيها ، فكتب درويش قصيدته ” مديح الظل العالي ” وتكرر دال الحصار في القصيدتين تكرارا لافتا .
مع خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت وتوقيع اتفاق أوسلو في ١٩٩٣ لم ينته الحصار ، ففي انتفاضة الأقصى ٢٠٠٠ مورس من جديد . حوصرت المدن الفلسطينية في الضفة الغربية ووضعت حولها الحواجز وبني الجدار العازل ليفصل بين مناطق ١٩٤٨ ومناطق ١٩٦٧ ، وحوصر قطاع غزة منذ ٢٠٠٧ ، وكثرت الكتابات في هذا الموضوع . كتبت سهاد عبد الهادي روايتها ” ذاكرة زيتونة ” وسحر خليفة روايتها ” ربيع حار ” وعفاف خلف ” لغة الماء ” وعزمي بشارة روايته ” الحاجز ” وأكرم هنية قصته ” زمن حسان ” وتوالت الكتابات وصار حصار المدن والقرى والمخيمات في انتفاضة الأقصى يسترجع في أزمنة لاحقة ، ففي الأعوام الأربعة الأخيرة صدرت ثلاث روايات أتت على حصار نابلس وجنين وكنيسة المهد في بيت لحم ، أولاها رواية الأسير كمال أبو حنيش ” جهة سابعة ” وقد أتى في القسم الثالث منها على تجربته في الحصار واعتقاله من البلدة القديمة في نابلس ، وثانيتها رواية وليد الشرفا ” ليتني كنت أعمى ” وثالثتها له أيضا ” أرجوحة من عظام ” ( ٢٠٢٢ ) .
يروي كميل قصة الحصار والاجتياح من الداخل . إن راوي روايته راو مشارك في الأحداث ، راو يرصد الحدث وقد عاشه ودفع حياته ثمنا له ، وما زال كميل يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ٢٠٠٢ وقد حكم عليه غير مؤبد .
راويا روايتي وليد الشرفا ، بل رواة الروايتين ، فأحيانا تتعدد الأصوات فيهما ، ليس لتجاربهم صلة بتجارب وليد . إنهم مختلفون عنه تماما ، فهو لم يعش تجربة حصار مخيم جنين أو تجربة حصار نابلس أو تجربة حصار كنيسة المهد . إنه يكتب عن تجارب أشخاص عاشوا الأحداث وتركت آثارها عليهم ، فمنهم من فقد عينيه ومنهم من فقد رجله ، كما في رواية ” ليتني كنت أعمى ” ومنهم من فقد إخوانه ورفاق تجربته في الحصار وهو ما يبدو في ” أرجوحة من عظام ” .
في الأولى يجد الجريح الناجي من حصار مخيم جنين نفسه في سيارة إسعاف مع المصور المصاب في مدينة نابلس تقلهما إلى مشفى في رام الله ليتعالجا . يفقد ابن جنين رجله جراء إصابته ويفقد المصور عينيه وحين ينزلان في المشفى معا في غرفة واحدة يقود الأعمى عربة من فقد رجله اعتمادا على إرشاداته .
وفي ” أرجوحة من عظام ” يرتقي بعض المحاصرين برصاص القناصة ويجرح آخرون وتجوع البقية حتى يتم الاتفاق على ترحيل المقاتلين إلى غزة والمنافي الأوروبية .
في روايتي وليد نقرأ عن شخصيات فلسطينية عادت أثر اتفاق أوسلو ظانة أنها نجت من الحصار الذي عاشته في المنافي ، فوجدت نفسها تعيش حصارا أشد وأقسى ، بل ودفعت في داخل الوطن ثمنا باهظا ؛ حياتها أو نظرها أو بتر قدمها . هذا ما تحفل به روايتا الكاتب ، ولا أعرف إن كان هناك من كتب رواية أو كتابا توثيقيا عن حصار ياسر عرفات في سنته الأخيرة في المقاطعة في رام الله .
على إثر الذهاب إلى مدريد كتب محمود درويش قصيدته ” أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي ” وفيها يرد :
” كل شيء معد لنا سلفا ، من سينزع أسماءنا
عن هويتنا : أنت أم هم ؟ ومن سوف يزرع فينا
خطبة التيه :” لم نستطع أن نفك الحصار
فلنسلم مفاتيح فردوسنا لوزير السلام ، وننجو “
” كل شيء معد لنا
فلماذا تطيل التفاوض ، يا ملك الاحتضار ؟ “
في الدراسات التي كتبت عن الأدب الإسرائيلي في ٧٠ القرن ٢٠ نقرأ دال الحصار فيها ، حيث شعر الإسرائيليون أن دولتهم كانت محاصرة . الآن صار دال الحصار الأكثر حضورا في أدبنا .
الكتابة تطول والمساحة محدودة .
الاثنين و الخميس ١٤ و ١٧ / ١١ / ٢٠٢٢




تمويل مشروط

ليس فقط الأدباء والمثقفون، فكثير من المؤسسات الداعمة للمؤسسات الثقافية أصبحت تقيّد الفعل الثقافي المرتبط بالمقاومة التي كفلها القانون الدولي للفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وآخر هذه القيود ما وضعه الاتحاد الأوروبي عام 2019، الذي يعدّ أكبر جهة مانحة لمؤسسات المجتمع المدني، ومن ضمنها المؤسسات الثقافية التي نصّت على منع المتعاقدين أو المستفيدين المباشرين من التمويل إشراك متعاقدين فرعيين أو أشخاص تشملهم قائمة العقوبات والتقييدات الأوروبية، وهي: حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذراعها العسكرية (كتائب الشهيد عز الدين القسام)، وكتائب شهداء الأقصى، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.

مدير مسرح الحرية شتا يقول إن التراجع الأوروبي عن دعم المسرح بدأ قبل هذه الشروط التي رفضها بالكامل، وتحديدا في عام 2018 على خلفية نشر المسرح على صفحته نعيًا لأحد الشهداء، ثم دعمه للأسير زكريا الزبيدي -أحد مؤسسي المسرح- بعد اعتقاله.

ويرى شتا أن إعلان موقف الرفض جاء على حساب وقف التمويل، وهو ما يحاول القائمون على المسرح تعويضه جزئيا من صناديق دعم عربية ومنظمات للحقوق الإنسان، وتابع “دفعنا ثمنا لهذا الرفض، حيث أجبرنا على تقليص عملنا بشكل كبير”، وفي المقابل لا يوجد دعم إستراتيجي من وزارة الثقافة والجهات الرسمية.



administrator

اترك تعليقا