• 6 اشهر, اسرة فلسطينية, انقاض زلزال تركيا, حصار غزة, شقة جديدة, موت
• 0 Comments
• 935 Views

قبل 12 عاما، غادر عبد الكريم أبو جلهوم غزة إلى أنطاكيا بتركيا بحثا عن الأمان والعمل بعيدا عن الحروب والحصار، إلا أن الزلزال العنيف الذي دمر مناطق من تركيا وسوريا الاثنين الماضي أودى بحياته وحياة كل أفراد أسرته.

ووفقا لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، فإن أبو جلهوم وزوجته فاطمة وأبناءهم الأربعة كانوا من بين 70 فلسطينيا تأكدت وفاتهم.

وقال رمزي أبو جلهوم (43 عاما) شقيق عبد الكريم لوكالة رويترز إن أخاه سافر إلى تركيا متطلعا لحياة أفضل من حياة الحروب والحصار في غزة، وقال “فقدنا أسرة، عائلة بأكملها شُطبت من السجل المدني”.

وتوافد الأقارب والجيران إلى منزل العائلة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة اليوم الأربعاء لتقديم التعازي.

وكان أبو جلهوم يعمل سائق سيارة أجرة في غزة، لكنه كان يعاني من أجل إعالة أسرته التي يتزايد عدد أفرادها، وقد غادر إلى تركيا عام 2010، وهناك عمل في مصنع أخشاب بأنطاكيا ولحقت به فاطمة وأبناؤهما بمجرد استقرار حالته المادية.

وفي أنطاكيا، كانت الحياة واعدة أمام الأب البالغ من العمر 50 عاما وفاطمة (33 عاما) وأبنائهما نورا (16 عاما) وبراء (11 عاما) وكنزي (9 أعوام) ومحمد (3 أعوام) الذي وُلد في تركيا.

ووفقا لأقارب العائلة، فقد انتقلوا إلى شقة جديدة قبل 6 أشهر.

وفي الساعات التي تلت الزلازل، حاول الأقارب دون جدوى التواصل معهم، واتصلوا بكل من بوسعهم تقديم أي معلومات.

وقد تعرفوا أمس الثلاثاء على الأسرة في صورة تظهرهم تحت الحطام وقد فارقوا الحياة. وفي الصورة، يظهر أبو جلهوم محتضنا أطفاله فيما يبدو أنها محاولة لحمايتهم بجسده من انهيار منزلهم فوقهم.

وقد قفزت حصيلة الوفيات الإجمالية جراء الزلزال في تركيا وسوريا إلى أكثر من 12 ألفا.

ولا توجد أرقام دقيقة تحصي عدد الفلسطينيين المقيمين في تركيا، لكن كثيرين -خاصة من غزة- انتقلوا في الأعوام الأخيرة إليها فرارا من القطاع الذي تتفاقم كثافته السكانية، وشهد جولات حروب متكررة مع الاحتلال الإسرائيلي دمرت الاقتصاد.

وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إلى أن نحو 438 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا.

وفي منزل العائلة في بيت لاهيا، تواصل وداد والدة عبد الكريم الدعاء أن تتسنى إعادة جثامينهم إلى الوطن لدفنها.

وأضافت الأم المنتحبة “لي 12 سنة ما شفتش ابني ولا أولاده”، وكانت ترتدي ملابس سوداء ويحيط بها جيرانها، وتابعت “أنا بطلب يجيبوا لي إياهم أشوفهم وأودعهم”.