- Solrt Inc
- 40 مدرب, موجة اقالات واستقالات, نصف السباق
- 0 Comments
- 769 Views
تونس ـ تصاعدت ظاهرة إقالات مدربي أندية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في تونس بنسق قياسي خلال المرحلة الأولى من السباق وذلك عندما أقدم 11 ناديا من أصل 16 على تغيير الجهاز الفني التابع لكل نادٍ مرة واحدة على الأقل.
وعقب نهاية المرحلة الأولى أول أمس الأربعاء، ارتفع عدد المدربين الذين أشرفوا على أندية الدوري على الأقل في مباراة واحدة، إلى 40 مدربا أي بمعدل يقارب 3 مدربين لكل فريق وهو رقم غير مسبوق، في حين استطاعت 5 أندية فقط أن تحافظ على الجهاز الفني الذي بدأت به الموسم الكروي، وهي الترجي والنجم الساحلي والمنستيري وأمل حمام سوسة واتحاد تطاوين.
والأحد الماضي، وعقب نهاية مباريات الجولة 13 قبل الأخيرة من المرحلة الأولى من الدوري التونسي، أعلن النادي البنزرتي إقالة مدربه خالد بن يحيى الذي لم يمض على تسلمه مقاليد تدريب النادي أكثر من شهرين، وذلك بسبب سوء النتائج.
وجاءت إقالة بن يحيى، إثر هزيمة فريقه على ملعبه وأمام جماهيره، أمام الملعب التونسي 2-1، وهي الهزيمة الثانية على التوالي والرابعة في آخر 4 مباريات، مما تسبب في تراجع النادي البنزرتي إلى المركز قبل الأخير من المجموعة الأولى بالدوري.
نزيف الإقالات
وفي وقت لاحق، قرر مجلس إدارة النادي البنزرتي، تعيين سفيان الحيدوسي مدربا جديدا، ليقود الفريق أول أمس إلى تحقيق فوز ثمين على حساب النجم الساحلي مما أبعده عن خطر النزول للدرجة الثانية، لكنه مع ذلك سيلعب ضمن مجموعة تفادي الهبوط والتي تضم 6 أندية وتنطلق منافساتها في 11 مارس/آذار المقبل.
وسجل النادي البنزرتي رقما قياسيا هذا العام في عدد المدربين الذين تولوا الإشراف عليه، وعددهم 5، حيث كان أكثر أندية الدوري تغييرا للمدربين، فقد بدأ السباق مع سامي القفصي الذي أقيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وخلفه كريم التواتي الذي أقيل بسبب سوء النتائج ثم عوضه نجم الدين أمية قبل تعيين خالد بن يحيى الذي لم يصمد طويلا، فتم الاستنجاد بسفيان الحيدوسي وهو الذي سبق أن تولى تدريب النادي في مناسبات عدة في الأعوام الأخيرة.
وفضلا عن النادي البنزرتي، طالت الظاهرة 10 أندية أخرى اعتمدت حتى الآن على مدربَين على الأقل طيلة المرحلة الأولى وهي “هلال الشابة” و”مستقبل سليمان” بـ4 مدربين لكل منهما، و”النادي الأفريقي” و”النادي الصفاقسي” و”الأولمبي الباجي” و”أولمبيك سيدي بوزيد” و”نجم المتلوي” و”مستقبل رجيش” بـ3 مدربين لكل منها، في حين اعتمد كل من “اتحاد بن قردان” و”الملعب التونسي” على مدربَين.
وتعكس ظاهرة تغيير المدربين بوضوح بحث الأندية عن النتائج العاجلة في المقام الأول على حساب التكوين واعتماد إستراتيجية عمل وتخطيط واضحة من قبل المسؤولين عن النوادي التونسية وفق ما أكده المدرب السابق للأولمبي الباجي حافظ القيطوني.
ويقول القيطوني للجزيرة نت “مع الأسف المدرب التونسي هو أول من يدفع فاتورة أية نتيجة سلبية، فمعظم النوادي لا تبحث عن التكوين وبناء فريق قادر على المنافسة بقدر ما ينصب اهتمامها على تحقيق نتيجة إيجابية لتفادي غضب المشجعين، وهذا ما دفع أغلبها إلى عدم وضع إستراتيجية أهداف واضحة والاقتصار على المطالبة بتفادي الخسارة التي ستكون مرادفة لإقالة المدرب”.
وبخصوص انسحابه من تدريب الأولمبي الباجي بعد 3 مباريات فقط على رأس النادي، قال القيطوني إن “النتائج لم تكن وحدها وراء اتخاذي قرار الاستقالة، لكن الكثير من الأمور في طريقة تسيير الفريق الأول وإعداده للمباريات كانت محل اختلاف بيني وبين مجلس إدارة النادي. عندما تسلمت المقاليد الفنية كان الفريق يعاني من عدة غيابات فضلا عن عدم تأهيل اللاعبين الجدد لخوض المباريات رسميا، مع حاجتهم للمزيد من الوقت للاندماج، كلها عوامل ساهمت في مرورنا بفترة فراغ انتهت بانسحابي”.
وأضاف “قررت أن أترك مكاني لغيري، ولحسن الحظ أن النتائج تحسنت في النادي، بعد أن وجد المدرب الجديد ظروف عمل أفضل من التي عشتها”.
ويشار إلى أن الأولمبي الباجي الذي حل ثالثا في ترتيب المجموعة الثانية من الدوري، تعاقد في بداية الموسم مع محمد الكوكي الذي سرعان ما أعلن انسحابه، فخلفه القيطوني الذي قرر الاستقالة قبل أن يتم تعيين طارق جراية على رأس الجهاز الفني.
خلافات بين المدربين والمسيّرين
من جهته اعتبر رئيس النادي الصفاقسي محمد الطرابلسي أن “مقاييس كرة القدم ترتكز على النتائج أولا، وأن المدرب يدرك أن تتالي الهزائم ستكون عواقبه سيئة بالنسبة إليه، خصوصا إذا كانت هناك اختلافات في أوجه النظر بينه وبين مجلس الإدارة”.
وخلال الأسبوع الماضي أقدم الصفاقسي على إقالة مدربه الإيطالي ماوريسيو جاكوباتشي بسبب سوء النتائج وذلك بعد أقل من شهرين من توليه مهمة تدريب النادي الذي أنهى المرحلة الأولى من مسابقة الدوري في المركز الرابع.
وكان جاكوباتشي المدرب الثاني في النادي بعد كريم دلهوم الذي أقيل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي للسبب ذاته، قبل أن يقرر مجلس الإدارة ترقية أنيس بوجلبان، المدرب المساعد، لمنصب المدرب الأول.
وقال الطرابلسي للجزيرة نت “الخلافات في وجهات النظر بيننا وبين الإيطالي جاكوباتشي كانت عاملا حاسما في قرار إقالته، النتائج كانت تسوء من جولة إلى أخرى والنادي تحول من فريق يراهن على التتويج باللقب إلى مهدد باللعب في مجموعة تفادي الهبوط للدرجة الثانية، وكان علينا أن نتدخل لنضع حدا لنزيف النقاط وذلك بالاستغناء عن المدرب بعد عملية تقييم شاملة للنتائج والأداء”.
ووفق المتحدث، فقد تم الاتفاق مع المدرب السابق على فسخ العقد مع حصوله على راتب شهرين وذلك وفق اتفاق مسبق بين الطرفين، في حين سيتولى أنيس بوجلبان الإشراف على تدريب الصفاقسي حتى نهاية الموسم وفق ما أكده رئيس النادي.
وتعليقا على تفشي ظاهرة تغيير المدربين التي طالت أكثر من ثلثي الأندية حتى الآن، أكد شاكر مفتاح المدرب السابق لاتحاد بن قردان، صاحب المركز الثاني في الدوري، أن “الكرة التونسية تسير نحو المجهول وذلك في غياب خطة عمل واضحة تنبني أساسا على التكوين وتجهيز فريق للمنافسة على الألقاب”.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال مفتاح “ليس هناك أهداف ورؤية واضحتان في جل الأندية، لكن التهافت على النتائج بأية وسيلة هي السمة البارزة للدوري التونسي، لقد تمت إقالتي من مهامي لمجرد أني انتقدت نظام الدوري التونسي وتدخل المسيّرين في عمل المدربين وهو أمر لم يرق لرئيس نادي اتحاد بن قردان الذي أعلمني بقرار الإقالة بدون أن يوضح أسباب ذلك”.
وحقق مفتاح 3 انتصارات وهزيمتين في 5 مباريات على رأس النادي، الذي تعاقد مع المدرب نضال الخياري ليكون المدرب الثاني للنادي حتى الآن.
