- اغنية العراب, الاوسكار, السعودية, صناع سينما, طاقم العمل, فيلم, مشاهير وموضة, نقاد
- 0 Comments
- 1764 Views
اختارت هيئة الأفلام العملَ الروائي «أغنية الغراب» لتمثيل السعودية في حفل جوائز الأوسكار 2023 ضمن فئة «أفضل فيلم دولي». «سيدتي» التقت عدداً من طاقم الفيلم، فتحدَّثوا عن تفاصيله وكواليسه، إضافةً إلى بعض النقاد وصنَّاع الأفلام، الذين قدَّموا رؤيتهم حول أحداثه وترشيحه للأوسكار.
قصة الفيلم
يروي الفيلم بشكلٍ ساخرٍ وكوميدي حكاية «ناصر»، الملقَّب بـ«الغراب»، حيث يجد نفسه في مواجهة أفكارٍ ومجموعاتٍ ثقافيةٍ متعددة في الرياض، وهو شخصٌ ساذجٌ وفاشلٌ في نظر والديه، ويؤجِّل استئصال ورمٍ في دماغه من أجل تحقيق إنجازٍ كبير، وتتوالى الأحداث لتدخل فتاةٌ غامضةٌ عالمه، فيحاول الوصول إليها عبر كتابة أغنيةٍ، وتقديمها إلى صديقه «بوصقر» لغنائها، والوصول إلى قلب الفتاة. والعمل من بطولة عاصم العواد، وإبراهيم الخير الله، وعبدالله الجفال، وإخراج محمد السلمان، وقد فاز بجائزة مسابقة «ضوء» لدعم الأفلام.
العرض الأول
يعدُّ «أغنية الغراب» أول فيلمٍ طويل للمخرج محمد السلمان بعد تقديمه عدداً من الأفلام القصيرة. وقد كشف عبر لقاءاته حول العمل أنه كتب فكرته في 2019، وتدور أحداثه عام 2002 الذي شهد بروز تياراتٍ فكريةٍ مختلفة، وظهور مشهدٍ ثقافي ذي لمسةٍ خاصة، لافتاً إلى أنه استغل فترة جائحة كورونا لتطوير الفكرة، وتصوير الفيلم في 2021. أما العرض الأول لفيلم «أغنية الغراب»، كان في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في ديسمبر الماضي تحت شعار «السينما حياة». الفيلم من إنتاج أحمد موسى، محمد القرعاوي، مجاهد الجميعة.
بطل الفيلم
بدايةً، أثنى عاصم العواد، بطل الفيلم، على ترشيح «أغنية الغراب» للأوسكار، مبيناً أن شعوره لا يوصف بترشيح العمل للمشاركة في أكبر مناسبةٍ سينمائيةٍ في العالم «هو شعورٌ يجمع بين الفرح والفخر بتمثيل فيلمنا المملكة العربية السعودية في هذا المحفل الكبير، وأشكر وزارة الثقافة بقيادة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وهيئة الأفلام السعودية، خاصةً الرئيس التنفيذي عبدالله العياف، على ترشيح العمل للأوسكار».
وعن كواليس الفيلم والمشاركة فيه، قال: «تمَّ ترشيح اسمي لتجربة أداء دور ناصر، وما شجَّعني على قبول الشخصية شغفي بمهنة التمثيل، ورغبتي في خوض تجربةٍ جديدةٍ، ولا أخفيكم أحببت في ناصر بعض الصفات، فهو شخصٌ بسيط، لديه ورمٌ في دماغه، ويمرُّ بأحداثٍ غير متوقعة، ويحاول استيعابها، لكنني وجدت صعوبةً خلال تجسيد الدور، وتحديداً في كيفية إيصال إحساس ناصر للمشاهد».
وأضاف: «جرى تصوير «أغنية الغراب» في الرياض، العاصمة السعودية، على مدى 21 يوماً، وبدأت الاستعداد للشخصية من خلال مراجعة السيناريو مع المخرج محمد السلمان طوال شهرين قبل التصوير، واستطعت خلال تلك الفترة التعرُّف على شخصية ناصر، وعيش كافة تفاصيلها»، موضحاً أن «ما كان يحدث خلف الكاميرا وفي الكواليس، كان عالماً آخرَ جميلاً جداً، فالأجواء كانت أخويةً ومريحة، وتوجيهات المخرج قبل كل مشهدٍ كانت واضحةً، أما المنتج فدعمنا بكل ما نحتاجه، وحرص على راحتنا. أيضاً أسعدني التعامل الراقي من زملائي الفنانين، وأشكر فريق العمل، وهو بحق فريقٌ جبارٌ وعظيم».
مؤثرات طبيعية
وأوضح ضياء الدين المدني، مصمم الصوت في الفيلم، أن «الترشيح شكَّل مفاجأةً جميلةً لنا جميعاً، فقد قمنا بتصويره قبل عامٍ، وبقيت فقط أعمال ما بعد الإنتاج».
وأضاف: «اتصل بي صديقي المخرج محمد السلمان، وتحدَّث معي عن نظرته الفنية والموسيقية للفيلم، والأفكار الواقعية والخيالية ذات البعد الفني والكتابي للعمل، إذ حاولت جاهداً تحويل الكتابة والنص عامةً إلى صوتٍ بسردٍ قصصي، لكنني وجدت أحياناً صعوبةً وغرابةً في ذلك، وحرصت خلال تواصلي مع فريق الصوت على أن يكون المشهد طبيعياً 100%، وأن تمنح المؤثرات الروحَ للصورة والسرد القصصي، وعدم الخروج على الإطار العام للفيلم، ومن شدة اندماجي بالأحداث، كنت أشاهد المشهد الواحد سبع مراتٍ لعمل قراءاتٍ متعددةٍ له، وتقديم أفكارٍ خارج الصندوق باستخدام الأدوات والمؤثرات، حيث طوَّعنا بعض المؤثرات الموسيقية بخلطةٍ عجيبة، تشتمل على فراغٍ وضجيجٍ وتناقضاتٍ صوتية من أجل وضع بصمةٍ مميزة في العمل، وكل ذلك بمتابعة السلمان، وأشكر محمد ناصف، الموزع الموسيقي، الذي واكب رؤية المخرج، وسعى بجدٍّ إلى تقريب الفيلم من عقلية المشاهد، إذ يقوم المكانُ والقصة على قراءاتٍ ورموزٍ وتفسيراتٍ كثيرة».
دور مهم
ووصفت أفنان باويان، صانعة أفلامٍ تولت الإشراف على النص السينمائي في الفيلم، دورَ الـ Script supervisor بالمهم جداً «فهو أحد الأقسام الرئيسة في فريق صناعة أي فيلمٍ، إذ يتابع استمرارية الأحداث، وما يتمُّ تصويره حسب مواقع التصوير بطريقةٍ تُظهر الأحداث متتابعةً في المشهد».
وعن دورها في العمل قالت: «تركيزي في فيلم «أغنية الغراب» كان ينصبُّ على تطور مشاعر الشخصيات، وتغيُّرها من حالةٍ إلى أخرى حسب الأحداث والحوارات، وسعيدةٌ جداً باختياره من قِبل هيئة الأفلام لتمثيل السعودية في الأوسكار، وأفتخر بكوني جزءاً من فريقه، الذي سعى إلى تحقيق رؤية المخرج محمد السلمان الجميلة في تنفيذ الفيلم».
ترشيح متوقع
بينما تطرَّق عمرو عاكف، المسؤول عن الـ vfx في الفيلم، إلى المؤثرات البصرية في العمل قائلاً: «عملنا بتفاصيل جرافيكس تخدم القصة كثيراً».
وعن شعوره حول ترشيح العمل للأوسكار، ذكر: «سعيدٌ جداً بترشيح «أغنية الغراب» للأوسكار، وتوقَّعت أن ننافس في مهرجاناتٍ عدة، لأن جودة الفيلم كانت جميلةً جداً، ومحمد السلمان مخرجٌ شاطرٌ جداً، وأتمنى كل التوفيق وأن نحظى بجائزةٍ في أهم ملتقيات السينما بالعالم».
رؤية الشباب
وقدَّم الدكتور محمد البشير، ناقدٌ، توقعاته للعمل مؤكداً في هذا الجانب، أن «السينما السعودية بدأت تراهن اليوم على تجاربها في الأوسكار، خاصةً مع حضور المرأة في ترشيحاتٍ سابقة، تناولت قضايا نسائية متنوعة عبر مخرجاتٍ سعودياتٍ قديرات، منهن هيفاء المنصور، وشهد أمين»، موضحاً أن «الفيلم السعودي يصل اليوم بتصورٍ جديد، وتجارب شبابية محضة بهدف التأسيس لمرحلةٍ مهمة في تشكُّل السينما السعودية، وطرح قضايا المجتمع، وتعزيز الوعي السينمائي، وهذا ما شاهدناه عبر فنتازيا لافتة في فيلم «أغنية الغراب» ومخرجه محمد السلمان، الذي راهن على الحكاية ببطلٍ ليس له ظهورٌ من قبل، مؤكداً بذلك أهمية القصة، وأنها تأتي أولاً، ولأنني متفائلٌ بطبعي، لذا أرى أن مستقبل السينما في السعودية سيكون مبهراً بإعطاء الثقة لمَن يستحقها من المخرجين الشباب، والقفز سريعاً لمسابقة الزمن، والوصول المشرِّف إلى المحافل العالمية من خلال تجارب أكثر نضجاً في كل مرة»
الترشيح جائزة
بينما عدَّ المخرج عبدالرحمن بن يحيى، رئيس نادي ألوان السينما، الترشيح جائزةً بحد ذاته، متوقِّعاً أن يحقق العمل نجاحاً كبيراً وصدى واسعاً على مستوى العالم، وأن يشكِّل انطلاقةً جميلةً للأفلام السعودية، خاصةً أنه من إخراج محمد السلمان، الذي يعدُّ من المخرجين السعوديين ذوي الخبرة الكبيرة، وشاركت أعماله في مهرجاناتٍ عدة، ويعلم جيداً كيف يحصل على الجوائز، وقال: «سواءً فاز الفيلم بجائزةٍ ما أم لا، فإن ترشيحه يعدُّ نجاحاً بحد ذاته، ومَن يعمل في مجال صناعة الأفلام، يعلم جيداً أن مشاركة أي فيلمٍ في المهرجانات وقبول ترشحه لجائزةٍ، إنجازٌ وإن لم يحصدها. وأتوقَّع أن يصبح الفيلم حديث صنَّاع الأفلام في العالم، وأتمنى أن ينال الجائزة».
نجاح مؤكد
كذلك رأى المخرج عبدالعزيز الخريجي في ترشيح الفيلم للأوسكار جائزةً بحد ذاته، وقال: «مبدئياً نجاح الفيلم مؤكَّدٌ، والدليل اختياره من قِبل هيئة الأفلام والنقاد السعوديين لتمثيل السعودية في الأوسكار، ولديّ توقُّعاتٌ إيجابيةٌ حوله، فالمخرج اختار طاقم العمل بشكلٍ دقيق بعد تطوير النص، وقد منحت مشاركة إبراهيم الحساوي لمسةً عظيمةً للفيلم، كما قدَّم جميع الفنانين أدوارهم بشكلٍ رائع، وتقمَّصوا شخصياتهم ببراعة، وما يزيد العمل تألقاً، أنه جاء من إخراج محمد السلمان، الذي قدَّم أفلاماً قصيرةً، يمكن وصفها بالعظيمة، إذ حققت نجاحاتٍ كبيرة، وحصدت جوائز مميزة لامتلاكه رؤيةً جميلة».
عبدالعزيز الخريجي: ترشيح الفيلم للأوسكار جائزةً بحد ذاته
إنجاز وتحدٍّ
وكشف قاسم الشافعي، منتج أفلامٍ، عن أن «الفنون السعودية بكافة أشكالها وصورها، الثقافية والسينمائية والغنائية والتشكيلية، سجّلت أخيراً حضوراً عالمياً مميزاً، نظراً لاحترافية المنتجات الفنية المُخرجة، حيث يُشكِّل تطوير القطاع الفني أهميةً كبيرةً في المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى الحرص الشديد على تمكين صُنَّاع الأفلام السعوديين والموهوبين من قِبل الجهات ذات العلاقة، على رأسها هيئة الأفلام في وزارة الثقافة»، لافتاً إلى أن «دخول الفيلم الروائي السعودي «أغنية الغراب» ضمن منافسة الأوسكار المقبلة عن فئة أفضل فيلمٍ دولي، يعدُّ إنجازاً وتحدياً جديداً للفنون السعودية السينمائية، التي تشهد نمواً ملحوظاً ومتسارعاً، خاصةً أن جائزة الأوسكار تعدُّ من أعرق الجوائز السينمائية وأهمها».
قاسم الشافعي: الفنون السعودية بكافة أشكالها وصورها، سجّلت أخيراً حضوراً مميزاً
العمل يمثلنا
وذكر محمد الفهادي، سيناريست ومستشار إعلامي، أن «تغيُّر قواعد اللعبة في الفن السعودي، جعلنا ننافس وبقوة عربياً وعالمياً، حيث اكتملت العناصر المطلوبة التي كنا نحتاج إليها سابقاً، وأصبح لدينا كُتَّابٌ يجيدون الحبكة والبناء، وخلق قصصٍ جديرة بتقديمها بصرياً، إضافةً إلى مخرجين أكفاء، وجيلٍ جديدٍ من الفنانين المتمكنين، الذين يحترمون ما يقدمونه، وهذا كله جاء بدعمٍ وحرصٍ من وزارة الثقافة وهيئة الأفلام على تطوير الفن السعودي»، وقال: «نحن وصلنا إلى الأوسكار، وهذا الأمر لطالما حلمنا به، وأتمنى التوفيق والنجاح لـ«أغنية الغراب» وكافة طاقم عمله، فهذا الفيلم يمثلنا جميعاً».