المهندس المصري عبد الواحد الوكيل: البيوت القديمة أفضل من الأبراج والمباني الحديثة والملك تشارلز أعجب بالعمارة الإسلامية

يرى المعماري والمهندس المصري عبد الواحد الوكيل -في الجزء الثاني من برنامج “المقابلة”- أن بناء المدن الجديدة يجب أن يكون على أساس مبادئ وقوانين البناء، وأن العمارة الحديثة ليست فيها روحانيات أو ثوابت.

ويسرد الوكيل قصة أحد الحكام القدماء في الصحراء، إذ أوصى ابنه بأن يستعين في بناء المدينة الجديدة بالفلاسفة والشعراء لكي يوصفوا له رؤيتهم للمدينة وجمالها والأشجار والزهور التي تزرع فيها، وألا يستعين بمهندسي الطرق لأنه لا تهمهم تلك المعايير.

ولا يخفي الوكيل عدم رضاه عن أشكال البناء المعتمدة في بعض الدول العربية، حيث تُستبدل بالبيوت القديمة أبراجٌ ومبانٍ لا صلة لها بهوية المجتمع، مبرزا في هذا السياق إعجابه بالمدن القديمة، خاصة في تركيا وسوريا ولبنان.

ويقول إنه لو كان صاحب قرار في الدول العربية لأمر بإيقاف -ما سماها- “البهلوانيات”، إذ يقوم كل شخص بتصميم شكل العمارة التي يريدها من دون أن يأخذ بعين الاعتبار معايير البناء، وللتدليل على رأيه، يشير إلى العاصمة البريطانية لندن -على سبيل المثال- التي بها شكل واحد جميل من العمارات، بالإضافة إلى الشوارع الصالحة للمشي، على عكس الشوارع في الدول العربية.

ويلفت المعماري المصري إلى أن هناك علاقة بين العمارة والدين، فالعمارة الإسلامية التي تلائم الدين والحضارة اشتهرت في العالم بجودتها، في حين أن العمارة الحديثة ليست فيها روحانيات وليست فيها ثوابت، لأن من يصممها ليس بمهندس، بل كمبيوتر.

وفي مسيرته المعمارية، شغف عبد الوكيل بالعمارة الإسلامية وتخصص في عمارة المساجد، إذ بنى أجملها في المدينة المنورة وجدة وصمم مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في إنجلترا.



الملك تشارلز والعمارة الإسلامية

ويروي المعماري المصري قصته مع ملك بريطانيا الحالي تشارلز الثالث، وكيف أنه نصحه حينما دعاه إلى قصره في الثمانينيات -عندما كان وليا للعهد- بأن يعتمد العمارة المسيحية، لأنها مرتبطة بالدين، بدل العمارة الكلاسيكية. ويذكر أيضا أن الملك تشارلز قال -في مقابلة صحفية له مع الصحفي والكاتب المصري مصطفى أمين خلال زيارته للسعودية- إن الذي حبّبه في العمارة الإسلامية والإسلام هو عبد الواحد الوكيل.

ويكشف المعماري -في حديثه لبرنامج “المقابلة”- عن أنه كان يعطي الملك تشارلز الثالث (حينما كان وليا للعهد) كتبا عن الإسلام، وأن المخابرات البريطانية كانت لديها خشية من علاقة الملك بالإسلام.

وكان تشارلز الثالث قد نُصّب سبتمبر/أيلول الماضي ملكا للمملكة المتحدة بعد يومين من وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية، وسط مراسم تاريخية شاهدها العالم لأول مرة على الهواء مباشرة.

ومن جهة أخرى، يركز ضيف برنامج “المقابلة” على أهمية المواد المستخدمة في البناء، ويكشف أن الطين مثلا يدوم لـ100 سنة، بينما الطوب الروماني والفرعوني يدوم من 3 آلاف إلى 4 آلاف سنة. ويكشف أن الخشب الذي تبنى به البيوت يخزن أكسيد الكربون بما يوازي قيادة سيارة لمدة 7 سنين، في حين أن الإسمنت يخرج كربونا يوازي قيادة سيارة لمدة 10 سنين.

ويذكر أن الوكيل ولد في حي غاردن سيتي في القاهرة عام 1943، ونشأ في بيته عمته زوجة مصطفى النحّاس باشا.



administrator

اترك تعليقا