السلطة الفلسطينية تعلن مشاركتها في اجتماع العقبة الأمني والفصائل تتهمها بـ”خيانة” تضحيات الشعب

أكد مسؤول فلسطيني كبير للجزيرة اليوم السبت أن السلطة الفلسطينية ستشارك غدا الأحد في اجتماع في مدينة العقبة الأردنية بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والأردن، في المقابل دانت فصائل المقاومة الفلسطينية قرار السلطة واعتبرته طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني.

وقال المسؤول إن هدف الاجتماع هو التوصل إلى تفاهمات حول فترة انتقالية تضمن وقف إسرائيل كافة الإجراءات الأحادية من استيطان وهدم واقتحامات لمدة 6 أشهر، يتمّ خلالها التحضير للتهدئة والانتقال إلى مسار أكثر اتساعا.

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية رفضت مشاركة أطراف عربية أخرى أبدت استعدادها لذلك.



وأشار المسؤول إلى أن الأردن ومصر والولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لمنع انفجار الأوضاع خلال شهر رمضان والأعياد اليهودية في مارس/آذار المقبل.

ونقلت مروحية عسكرية أردنية الوفد الفلسطيني من رام الله الذي يضم حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية، ونبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة، ومجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني.

وفي وقت سابق السبت، أعلن مصدر رسمي أردني للفرنسية أن اجتماعا “أمنيا سياسيا” سيعقد غدا الأحد في مدينة العقبة الساحلية جنوب المملكة بين ممثلين عن الجانب الفلسطيني والإسرائيلي “لبحث التهدئة” في الأراضي الفلسطينية.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن “الاجتماع الذي يعقد في العقبة بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر يأتي في سياق الجهود المبذولة لوقف الإجراءات الأحادية، للوصول إلى فترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة وصولا لانخراط سياسي أشمل بين الجانبين”.

وأوضح المصدر أن الاجتماع هو الأول بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة إقليمية ودولية منذ سنوات، وأن انعقاده يمثل “خطوة ضرورية للوصول إلى تفاهمات فلسطينية إسرائيلية توقف التدهور”.



إدانة الفصائل

في المقابل، استنكرت فصائل المقاومة الفلسطينية مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع الأمني المزمع عقده غدا في مدينة العقبة الأردنية، واعتبرت في بيان لها أن مشاركة السلطة الفلسطينية طعنة جديدة لتضحيات الشعب الفلسطيني وخيانة لتضحيات الشهداء.

وحذر بيان فصائل المقاومة من خطورة اجتماع العقبة، وقالت إنه استكمال لمخططات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته، ومحاولة جديدة لاستئصال مشروع المقاومة.

وأضاف البيان أن المشاركين في هذا الاجتماع خارجون عن الإجماع الوطني ولا يمثلون إلا أنفسهم.

والأربعاء استشهد 11 فلسطينيا بينهم فتى، وأصيب أكثر من 80 آخرين بجروح بالرصاص الحي في عملية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية، استشهد 64 فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ بداية العام الجاري برصاص الجيش الإسرائيلي في أكبر حصيلة منذ عام 2000.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي عن تفاهمات تم التوصل إليها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة أميركية، للتراجع عن طرح مشروع قرار في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي مقابل تعليق مخططات التوسع الاستيطاني ووقف هدم منازل الفلسطينيين وتهدئة الأوضاع الميدانية.



الصفدي وكليفيرلي

وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني جيمس كليفيرلي السبت، التطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية.

وقال بيان للخارجية الأردنية إن الصفدي وضع كليفيرلي في صورة الجهود التي يقودها الأردن لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عبر الوصول إلى توافقات أساسها وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تفجر التوتر وتدفع باتجاه موجات جديدة من العنف وتقوض حل الدولتين.

وأبلغ الوزير الأردني نظيره البريطاني أن المملكة مستمرة في هذه الجهود بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء، محذرا من خطورة الأوضاع واحتمالات التدهور نحو الأسوأ.

وأكد الصفدي ضرورة بذل كل جهد ممكن لوقف التدهور وإيجاد أفق سياسي يفضي إلى استئناف مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين.

وأكد الوزير البريطاني دعم بلاده للجهود التي يقوم بها الأردن، وتثمينه للدور القيادي الذي يقوم به الملك عبد الله الثاني لوقف التدهور وتحقيق السلام العادل والشامل، وفق البيان ذاته.

ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى قدامى، بالإضافة إلى تنصلها من مبدأ حل الدولتين.



administrator

اترك تعليقا