بعد 5 بطولات متتالية.. هل سئم الجمهور ريهام عبد الغفور؟

من امرأة مهزوزة مهزومة ارتكبت خطأ فادحا فقضى عليها، إلى امرأة قوية يخشاها الكبير والصغير ولا تتهاون في تلقين كل من يتحداها درسا لا ينساه؛ هكذا تحولت ريهام عبد الغفور خلال أيام من دورها في مسلسل “أزمة منتصف العمر” إلى دورها في مسلسل “الأصلي”، وهو ما الذي أربك الجمهور واضطره لعقد المقارنات.

زمن ريهام عبد الغفور

المتابع للدراما المصرية خلال الفترة الأخيرة سيلاحظ أن هذه المرحلة يمكن تسميتها “زمن ريهام عبد الغفور”، ليس بسبب حضورها المستمر على الشاشة فحسب، وإنما بسبب التميز والتألق اللذين ظهرت بهما.

البداية كانت في يونيو/حزيران 2022 من خلال مسلسل “وش وضهر” الذي شاركها بطولته إياد نصار، وإسلام إبراهيم، وثراء جبيل، وأخرجته مريم أبو عوف.

لعبت ريهام دور “ضحى” الراقصة من الدرجة الثالثة التي تضحي وتتكفل بأسرتها ماديا حتى لو كان ذلك مقابل أن تفقد احترامها لنفسها، لكنها لا تلبث أن تترك مهنة الرقص وتنتحل صفة ممرضة للعمل لدى موظف مختلس وزوج هارب ينتحل هو أيضا صفة طبيب. تميز أداء ريهام عبد الغفور للدور بواقعية شديدة، وجسدت حالة خالصة من الشقاء ورغبة عارمة بالتشبث بأي فرصة من الحياة.



جيهان.. الأم التي فجعتها الأيام

العمل التالي كان مسلسل “منعطف خطر” الذي طُرح في يوليو/تموز 2022، من بطولة باسل خياط وباسم سمرة، وأخرجه السدير مسعود، وهو من تأليف وسيناريو وحوار محمد المصري.

المسلسل مُقتبس من مسلسل دانماركي بعنوان “القتل” (The Killing)، وهو من فئة الدراما البوليسية التي تتسم بالإثارة والغموض، إذ يتمحور حول قضية قتل تروح ضحيتها شابة معروفة على منصات التواصل.

جسدت ريهام دور “جيهان”، الأم المكلومة التي يتوقف عالمها لحظة وفاة ابنتها، وتعجز عن الشعور بأي شيء آخر سوى اللوعة والأسى. تحاول الوصول هي أيضا إلى الجاني، وبقدر ما يجري ذلك بطرق ساذجة أو بدائية، فإنها تتبع فطرتها التي تساعدها على حلّ جزء من اللغز، لكنها لم تحسب حساب إجابة ستقضي على ما تبقى داخلها من نبض.

شيرين.. عفريتة التمثيل

تزامنا مع “الهالوين” العام الماضي، بدأ عرض مسلسل “الغرفة 207” المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، صاحب القلم المعروف في عالم الفانتازيا وأدب الرعب.

المسلسل أحداثه تدور في أواخر ستينيات القرن الماضي، وأسندت بطولته إلى محمد فراج وناردين فرج وكامل الباشا، وأخرجه محمد بكير.

ورغم كل ما في ملامح ريهام عبد الغفور من براءة وعفوية، فإنها فاجأت الجميع ولعبت دورا استثنائيا بمشوارها الفني، حيث جسدت شخصية “عفريتة/شبح” تسكن إحدى الغرف في فندق، وتُصرّ على أن يدفع قاطنو الحجرة ثمنا باهظا، كما لو كانت تنتقم من عالم الأحياء لسبب لا يعلمه سواها.



فيروز.. سبب الأزمة

كان من المقرر عرض مسلسل “أزمة منتصف العمر” في رمضان الماضي قبل أن يتم تأجيله حتى يناير/كانون الثاني 2023، وهو العمل الذي أحدث ضجة هائلة على منصات التواصل، ما زالت قائمة حتى الآن بسبب حبكته.

المسلسل من بطولة كريم فهمي، ورنا رئيس، ورشدي الشامي، ويحكي عن علاقة محرمة تحدث بين عمر وزوجة والد زوجته واسمها فيروز، وهو ما يقلب كل العلاقات في العمل رأسا على عقب.

بكلمات قليلة للغاية، حتى أن بعض الحلقات تظهر خلالها صامتة تماما، ودون أي مستحضرات تجميل، أدت ريهام عبد الغفور شخصية “فيروز”، الزوجة الضعيفة ذات العين المكسورة والنظرة الفارغة، التي لا تشعر بأنوثتها أو آدميتها، ولم يمنحها من حولها أي اهتمام رغم تفانيها بخدمتهم ومحاولة إسعادهم.

لذا، ومع أول إشارة اهتمام من الشخص الخطأ، ترتكب جرما لا يغفره أحد، حتى هي نفسها، لتتحول إلى امرأة شاردة، تتمنى لو تتطهر، لكنها لا تعرف سبيلا لذلك سوى الموت، فهل ترتكب فعل الانتحار؟

فاطمة الأصلي

أما العمل الأخير فمسلسل “الأصلي” الذي بدأ عرضه في فبراير/شباط الجاري، وتؤدي فيه دور “فاطمة”، وهي الأخت التي ورثت عن والدها قوته ومهارته في العمل والقدرة على تولي زمام الأمور، للحد الذي يجعلها تسيطر على حياة الجميع سواء في العائلة أو التجار المنافسين، وهو ما تفعله بذكاء ودهاء وكثير من الثقة.

بمجرد عرض مسلسل “الأصلي”، بدأ كثيرون يرددون على منصات التواصل أن الدراما أصبحت كلها للبطلة نفسها، للدرجة التي باتت مزعجة رغم تمكنها من الأدوار التي قدمتها وإعجابهم بها.

رفض البعض منح مسلسل “الأصلي” فرصة من الأساس، فيما شرع آخرون في الهجوم على ريهام منذ الحلقة الأولى، مرددين أنها لا تصلح لتلك الشخصية، وهو ما علقت عليه ريهام عبد الغفور طالبة من الجمهور الانتظار وعدم الحكم من الحلقة الأولى، خاصة أن المسلسل ينتمي لدراما الثلاثين حلقة وليس من المسلسلات القصيرة.

كذلك فسرت وجودها المكثف مؤخرا، بأن تلك الأعمال صُوّرت على مدى عامين، لكن جاءت العروض متتالية وهو أمر ليس بيدها، وإن كانت ستحاول مراعاته مستقبلا.



وبسؤال الناقدة علياء طلعت عما إذا كان الوجود المكثف للممثل على الشاشة أمرا إيجابيا أم سلبيا؟ أجابت أن هذه الظاهرة تحمل اسم “الممثل المُفرط التشبّع” (Actor Over Saturated)، مما يعني أن يصبح الممثل متاحا للمشاهد بشكل مكثف أكثر من اللازم حتى يتشبّع منه، وهو ما يجعل انبهار الجمهور بموهبة النجم يقل مع الوقت، حتى لو كان ما يقدمه جيدا ويستحق المتابعة، على عكس النجم الذي يتواجد على فترات متباعدة بأدوار قوية، إذ لن يلبث أن يعلق في ذهن المتفرج ويرتبط بدور مميز لا يُنسى.

ولأن صناعة الفن في مصر صارت معتمدة على التفاعل المحقق عبر مواقع التواصل، بات المنتجون يميلون لإسناد البطولات إلى الممثلين المفضلين لدى رواد تلك المنصات، استغلالا لهذا النجاح وثقافة “الترند”.

وأشارت علياء طلعت إلى أن نظام سوق الدراما وعدم وعي الممثل بظاهرة “الممثل المُفرط التشبّع” قد يدمر شعبية النجم ويجعل الجمهور يزهد في وجوده مهما بلغ آداؤه من تمكّن، وبالتالي على الممثلين إعادة النظر والموازنة بين قدر حضورهم على الشاشة، وبين الأعمال التي تستحق تخليد اسمهم من خلالها.

يذكر أن ريهام عبد الغفور تشارك في مسلسل “رشيد” مع محمد ممدوح، وهو دراما من 15 حلقة سوف تُعرض خلال رمضان المقبل.



administrator

اترك تعليقا