يحظى تطبيق التواصل الاجتماعي “بي ريل” (BeReal) بشعبية كبيرة في أوساط الشباب والمراهقين، وتعتمد فكرة التطبيق على ظهور إشعار على الهاتف الذكي بشكل غير متوقع مرة واحدة يوميا، يطلب من المستخدم نشر حالته ومشاهدة ما يفعله أصدقاؤه في غضون دقيقتين فقط.
حياة واقعية عفوية
ويسعى تطبيق “بي ريل” إلى إظهار الحياة الواقعية بشكل عفوي ودون استعمال أي فلاتر، ويعتبر هذا التطبيق من أكثر التطبيقات، التي تم تنزيلها خلال 2022 في كل من متجر تطبيقات آبل ومتجر تطبيقات غوغل بلاي، وترغب هذه الشبكة أن تبدو بصورة مختلفة عن منصات التواصل الأخرى مثل “تيك توك” (TikTok) وإنستغرام (Instagram).
وتم تأسيس هذه المنصة من طرف أليكسيس باريات في فرنسا للحفاظ على التواصل مع الأصدقاء، وقالت الشركة المطورة عن التطبيق “إنه المكان الذي يتم فيه تصوير الحياة الواقعية”. وتسعى الشركة إلى أن يصبح تطبيق “بي ريل” بديلا لشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، والتي تعمل على نشر المقارنات الاجتماعية وتقدم كل شيء بخلاف تعزيز التواصل بين الأشخاص.
صورة يومية
ويتلقى المستخدم إشعارًا على هاتفه الذكي مرة واحدة في اليوم لنشر صورة له أو ما يعرف بـ””بي ريل”. ولدى المستخدم دقيقتان لنشر هذه الصورة، ويمكن التقاط صورة بالكاميرا الأمامية والخلفية في نفس الوقت؛ حيث تظهر صورة السيلفي لاحقا مع صورة للمنطقة المحيطة أيضا.
وإذا لم يتفاعل المستخدم مع إشعارات الطلبات على الفور، فيمكنه نشر “بي ريل” الخاص به في وقت لاحق، ولكن عندئذ سيتم وضع علامة متأخر (late)، ويظهر التطبيق أيضا عدد الإشعارات التي وصلت للمستخدم قبل أن يتمكن من تحميل الصورة بنجاح وهو ما يمثل ضغطًا على المستخدمين.
وأوضحت كاتيا جونكل، المتخصصة في الثقافة والفنون بجامعة غوته في فرانكفورت، أن هذه الإجراءات “تمثلا نوعا من انتهاك القواعد؛ لأن المستخدم قد يشعر بالخزي عند وضع علامة “متأخر” في نشر بي ريل أو إظهار عدد المحاولات قبل التمكن من تحميل الصورة”.
وأضافت جونكل أن هذه الإجراءات قد تظهر الانطباع بأن المستخدم لم يتمكن من التعامل مع الطلب بصورة سليمة من المرة الأولى، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نوع من التشهير، وعلى الرغم من أن التطبيق يعتمد في الأصل على فكرة تخفيف الضغط، فإنه في الواقع يولد الكثير من الضغوط على المستخدم.
وبينما يتم انتقاد منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام لأنها تظهر حياة المستخدم بشكل منمق للغاية، يظهر تطبيق “بي ريل” على الطرف الآخر من المعادلة. وأضافت جونكل “عادة ما تظهر إشعارات طلب الصور في الأوقات، التي يكون المستخدم فيها غير نشط”.
وبالتالي فإن أغلب الصور تظهر الأشخاص وهم لا يفعلون شيئا، وأضافت الخبيرة الألمانية “ولكن في أوقات الانشغال الشديد، فإن المستخدم لن يكون جاهزا حقا لاستعمال تطبيق بي ريل، وبالتالي سيتم التأخر في نشر الصور والمنشورات”.
من جانبها، نصحت دومينيك رودولف، من مكتب الاتصالات بولاية بادن فورتمبيرغ، المستخدمين بالتفكير قليلا في الصور، التي يريدون نشرها على هذا التطبيق.
وتسمح الشركة المطورة للتطبيق باستعماله من قبل الأشخاص بدءا من عمر 13 عاما، وأشارت رودولف إلى أنه لا يتم التحقق مما إذا كانت بيانات العمر صحيحة أم لا بعد التسجيل، ولذلك فإنه يتعين على الآباء وأولياء الأمور متابعة أبنائهم عند استعمال التطبيق.
ونصحت رودولف الآباء في البداية بتجربة التطبيق بأنفسهم، وبعد ذلك يتم إنشاء البروفايل مع الطفل، كما يجب التحدث مع الأطفال الأكبر سنا عن مخاطر التطبيق المحتملة.
ومن المنطقي أن تقتصر مشاركة منشورات “بي ريل” على الأصدقاء فقط، ولا تتم إتاحتها للعامة أو ما يعرف بوضع ديسكفري (Discovery). وحذرت رودولف من هذا الوضع حيث لا يمتلك المستخدم أي نوع من أنواع التحكم فيما يمكن مشاهدته من محتويات عند اختيار هذا الوضع.
ثمة نقطة أخرى مهمة للأطفال والمراهقين، ألا وهي ضرورة إلغاء تفعيل ميزة التعرف على الموقع الجغرافي، حتى يتمكن المستخدم من منع الآخرين من معرفة موقعه.
