إيران تكشف تعرض فتيات للتسمم في أكثر من 30 مدرسة.. ما القصة؟

عادت قضية تسميم التلميذات التي هزت إيران منذ عدة أسابيع إلى الواجهة -اليوم الثلاثاء- بالقرب من طهران، حيث تسممت عشرات التلميذات مجددا في سلسلة هجمات نسبت إلى أفراد يعارضون تعليم الفتيات.

وقال وزير الصحة الإيراني إن مئات الفتيات الإيرانيات في مدارس مختلفة تعرضن لهجمات “تسميم خفيفة” خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن هجمات السم وقعت في أكثر من 30 مدرسة في 4 مدن على الأقل، وبدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمدينة قم، مما دفع بعض الآباء إلى إخراج بناتهم من المدارس.

وجاء في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أن بعض التلميذات اللاتي نقلن إلى المستشفى قلن إنهن شعرن بالغثيان وتسارع نبضات القلب.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير الصحة بهرام عين اللهي قوله إن “التحقيق في مصدر هذا السم الخفيف وما إذا كان تحركا مقصودا ليس من اختصاص وزارتي”.



ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن نائبه يونس بناهي قوله يوم الأحد الماضي “تبين أن البعض يريدون إغلاق المدارس، خاصة مدارس الفتيات”.

وأفادت وسائل إعلام رسمية باستهداف مدرسة للبنين في مدينة بروجرد، فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن النائب علي رضا منادي قوله إن “الإرادة الشيطانية” بمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة تشكل “تهديدا خطيرا”.

Schoolgirls wave Iranian and religious flags during a ceremony to mark the anniversary of Iran's Islamic Revolution in Tehran's Azadi (Freedom) Square February 11, 2008. REUTERS/Caren Firouz (IRAN)
طالبات إيرانيات يحتفلن في طهران بذكرى الثورة الإسلامية (رويترز)


تحقيق

وفي عام 2014 تظاهر الناس في شوارع مدينة أصفهان بعد موجة هجمات باستخدام الأحماض بدا أن هدفها هو ترويع النساء اللائي ينتهكن قواعد اللباس المفروضة في البلاد.

وكتبت السياسية الإصلاحية أذر المنصوري على تويتر “لو كانت هويات منفذي الهجمات بالأحماض قد تحددت وعوقبوا آنذاك لما تجرأت مجموعة من الرجعيين على فتياتنا البريئات في المدارس”.

وانتقد العديد من كبار رجال الدين والمشرعين والساسة الحكومة، لأنها لم توقف هجمات السم ولأنها أعلنت عن أسباب متناقضة لها، وحذر البعض من أن انتشار الإحباط بين العائلات قد يشعل مزيدا من الاحتجاجات.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن رجل الدين الطباطبائي البروجردي قوله “يدلي المسؤولون بتصريحات متناقضة، أحدهم يقول إنها متعمدة، وآخر يقول إنها مرتبطة بالأمن، ومسؤول ثالث يلقي باللوم على أنظمة التدفئة في المدارس”.

وأضاف أن “مثل هذه التصريحات تزيد عدم ثقة الناس (في المؤسسة)”.

وأعلنت السلطات إجراء تحقيق حول منشأ التسميم، لكنها لم تعلن اعتقال أحد إلى الآن.

وإزاء هذه المخاوف أعلن قائد الشرطة الوطنية أحمد رضا رادان -اليوم الثلاثاء- أن أجهزته “بصدد تحديد المشتبه بهم المحتملين”، مؤكدا أن “جميع أجهزة الدولة تحاول تبديد مخاوف السكان”، بحسب وكالة تسنيم.

كما أعلنت وكالة فارس عقد “اجتماع طارئ” في البرلمان للتحقيق في القضية بمشاركة وزراء التربية والتعليم والاستخبارات والصحة.



administrator

اترك تعليقا