من بين أعماله “الأسد الملك” و”علاء الدين”.. ديزني تفقد أهم فناني الرسوم المتحركة في تاريخها

أعلنت شركة “ديزني” (Disney) وفاة الفنان بورني ماتينسون عن عمر يناهز 87 عاما بعد صراع قصير مع المرض.

وشاركت ديزني الخبر مع جمهورها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، تبجيلا لدور الفنان الراحل وإسهاماته.

ماتينسون صاحب مسيرة استمرت على مدى نحو 70 عاما، وهو ما جعله الموظف الأطول خدمة في الشركة، حيث عمل كاتبا ومخرجا ومنتجا ورساما ليصير أحد أساطير ديزني في عالم الرسوم المتحركة.

البداية

في سن السادسة تغيرت حياة ماتينسون للأبد، حين اصطحبته والدته لمشاهدة الفيلم الفانتازي والعائلي “بينوكيو” عام 1940، ليكتشف حينها ما يريد فعله حين يكبر وأين يريد أن يعمل.



بدأ ماتينسون العمل عام 1955 من خلال المساهمة في فيلم “النبيلة والشارد” (Lady and the Tramp)، قبل أن يعمل مساعدا لمارك ديفيس فنان الرسوم المتحركة بفيلم “الجمال النائم” (Sleeping Beauty) حيث انصب عمله على شخصية “ماليفسنت” (Maleficent).

انتقل بورني ماتينسون مع بروز موهبته، ليصبح حجر أساس في أفلام ديزني الرئيسية في الستينيات وأوائل السبعينيات، فشارك في أفلام شهيرة من بينها: “101 كلب مرقش” (One Hundred and One Dalmatians)، و”السيف في الحجر” (The Sword in the Stone)، و”ماري بوبينز” (Mary Poppins)، و”كتاب الأدغال” (The Jungle Book).

شغف لا يعرف المستحيل

رغم تواضع ماتينسون، وفقا لتصريحات زملائه بالعمل، فإن موهبته لم يكن لها حدود، وامتدت حدود سحره وابتكاره إلى آفاق أخرى، ليمنح العالم قصصا مصورة لها جمالها الخاص وتفاصيلها المميزة.

التحق في أول السبعينيات ببرنامج داخلي لتدريب مساعدي الرسوم المتحركة، وسرعان ما أثبت تفوقه، وتمت الموافقة على اختبار الرسوم المتحركة الخاصة به للأمير جون من فيلم “روبن هود” (1973)، ليصير ماتينسون بعدها رساما للشخصية.



في أواخر سبعينيات القرن الماضي، عمل ماتينسون كاتب قصة بمشاريع متنوعة مثل فيلم “المنقذون” (The Rescuers) الذي صدر عام 1977 وكان حينها فيلم الرسوم المتحركة الأكثر نجاحا منذ وفاة والت ديزني في 1966، بالإضافة إلى فيلم “التنين بيت” (Pete’s Dragon) وفيلم “الثعلب والكلب” (The Fox and the Hound) وغيرها.

في عام 1983، كشر ماتينسون عن أنياب موهبته وشغفه، فقام بكتابة وإنتاج وإخراج فيلم قصير “ميكي ماوس وترنيمة عيد الميلاد” (Mickey’s Christmas Carol)، الذي ترشّح عنه لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير.

ولمّا كان ماتينسون بارعا بأمور عدة، فقد اختار العمل مع شباب صاروا لاحقا نجوما بارزين بعالم الرسوم المتحركة، مثل: غلين كين وراندي كارترايت وديل باير ومارك هين.



عصر النهضة لديزني

مع صدور فيلم “مغامرات المخبر الشجاع” أو كما عُرف أيضا باسم “الفأر العظيم المحقق” (The Great Mouse Detective) في عام 1986، بدأ ما يُعرف بعصر النهضة لديزني، إذ تغيرت الأفلام بعض الشيء، وبات هناك نظام جديد للعمل على مستوى الصورة والموسيقى والحكايات وحتى المغزى، وهو العمل الذي شارك ماتينسون بإخراجه.

ساهم ماتينسون تحت مظلة النظام الجديد في كتابة أفلام كلاسيكية شهيرة لم تكن فقط سببا في عالمية ديزني بالماضي وإنما الحاضر، إذ تم استثمار نجاح معظمها بأفلام اللايف-أكشن الحديثة.

من بين تلك الأفلام: “الجميلة والوحش” (Beauty and the Beast)، و”علاء الدين” (Aladdin)، و”بوكاهنتس” (Pocahontas)، و”مولان” (Mulan)، و”الأسد الملك” (The Lion King).

قبل التكريم بخطوة

في رثاء رسمي من إريك غولدبرغ، رسام الرسوم المتحركة وأحد الأصدقاء المقربين لماتينسون، قال “كان بيرني ماتينسون رجل عصر النهضة في عالم الرسوم المتحركة بديزني، لقد فعل حرفيا كل ما يمكن القيام به في الأستوديو، فعمل مساعد رسام، ورساما، وفنان قصة، ومنتجا، ومخرجا للعديد من الأفلام التي تركت بصمة لن تمحى من وعينا الجمعي”.



وعلى الرغم من هذا التاريخ الحافل والملهم والطويل جدا لماتينسون، فإنه توفي قبل شهور قليلة من تلقّيه جائزة الذكرى الـ70 للخدمة (الأولى على الإطلاق) والتي كان من المُقرر استلامها في الرابع من يونيو/حزيران 2023، خاصة وأنه الوحيد الذي تجاوز الرقم القياسي السابق لفنان ديزني المخضرم جون هينش، الذي عمل بالمؤسسة لما يقرب من 65 عاما.

عطاء حتى آخر لحظة

لم يتوقف عطاء ماتينسون مع تقدمه في العمر، وإنما استمر يساهم بشكل هادف في مشاريع الرسوم المتحركة الجديدة والمعاصرة.

جاءت آخر مساهمات أسطورة ديزني من خلال فيلمي “عالم غريب” (Strange World) في 2022، و”بيغ هيرو 6″ (Big Hero 6) في 2014 والذي حاز على الأوسكار وحصد أرباحا بلغت 658 مليون دولار تقريبا من أصل ميزانية لم تتجاوز 165 مليونا.