- اسرائيل, اغتالت, الكمائن, مقاومي عرين الاسود, نابلس
- 0 Comments
- 851 Views
نابلس- “بعيد الثالثة والنصف بقليل، سمعنا صوت إطلاق نار كثيف، ثم آخر متقطع، ثم رأينا مركبات إسعاف إسرائيلية وقوات كبيرة من جيش الاحتلال تحاصر مركبة فلسطينية، وثلاثة شبان مضرجين بدمائهم أرضا، ورابعا تم اعتقاله”، بهذه الكلمات وصف شهود عيان عملية اغتيال جنود الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم مقاومين فلسطينيين قرب بلدة صرة غرب مدينة نابلس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية -في بيان مقتضب لها وصل الجزيرة نت نسخة منه- استشهاد الشبان الثلاثة، وهم: جهاد وعدي الشامي ومحمد الدبيك، وتتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما، فيما اعتقل رفيقهم الرابع إبراهيم عورتاني، وهم ينتمون لمجموعة “عرين الأسود” المقاومة بنابلس.
ونقلت إذاعة صوت إسرائيل بالعربية عن المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال، قوله “إن قوة من الجيش كانت تقوم بنشاط عسكري بالمنطقة، فتعرضت لإطلاق نار، والجنود ردوا بالمثل، فقتلوا 3 شبان واعتقلوا رابعا، واستولوا على ذخيرتهم، وهي 3 بنادق من نوع إم-16 (M-16) ومسدس”.
وتدل المعطيات على الأرض أن المقاومين تعرّضوا لكمين محكم من جيش الاحتلال. وعلى بعد نحو كيلومتر من الموقع العسكري للجيش (حاجز صرة-جيت)، كما أن جنود الاحتلال أطلقوا النار بكثافة صوب المقاومين والمارة، وهو ما أدى لإصابة مواطنين بشظايا الرصاص.
وفي بيان لها وصل الجزيرة نت، قالت مجموعة عرين الأسود -التي يستهدف الاحتلال لأول مرة خلية كاملة من مقاوميها عبر كمين- إن مقاتليها ترصدوا جيش الاحتلال وأرادوا نصب كمين له، وعندما تسللوا لأداء المهمة تفاجؤوا بكمين أكبر لجنود الاحتلال، ليقع الاشتباك من المسافة صفر ويرتقي الشبان الثلاثة شهداء.
وما جرى اليوم يُعيد للأذهان عملية مشابهة بنابلس، نصب فيها جيش الاحتلال كمينا للمقاوم في “عرين الأسود” الشهيد سائد الكوني أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، ولاحقا اغتيال الشهيد تامر الكيلاني عن بعد بتفجير دراجة نارية داخل البلدة القديمة بنابلس، بالإضافة إلى اغتيال 3 مقاومين في جنين شمال الضفة الغربية فجر الخميس الماضي، مما يؤكد انتهاج الاحتلال أسلوب “الكمائن” في استهداف المقاومين.
عمل فردي وقلة خبرة
وهذا النهج (الكمائن) أو غيره يرجعه مدير معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي نايف جراد إلى “انفلات إسرائيل من عقالها”، إذ تعتبر نفسها بأنها في حالة حرب دائمة ولا تخضع لأية أنظمة وقوانين دولية، وبالتالي تتعمد قتل الفلسطينيين بكل أشكاله، سواء كانوا مقاومين أو مسالمين، لردعهم عن المقاومة.
وردا على سؤال الجزيرة نت بشأن ما يجعل الاحتلال يلجأ للكمائن؟ يقول جراد إن إسرائيل تعرف تضاريس المنطقة بالكامل، وترصد استخباريا وعبر الأثير والاتصالات السلكية واللاسلكي كل التحركات، كما أن لديها أقمارا صناعية تجعل الأرض مكشوفة لها، فضلا عن كونها دائمة الاستعداد لمثل هذه المسائل.
ويضيف جراد أن كثيرا من المقاومين الفلسطينيين في الآونة الأخيرة هم أفراد، مما يعني أن عملهم غير منظم ولا تديره جهات محددة لديها خبرة بالعمل العسكري، كما أن معظمهم شبان صغار غير مدربين كما يلزم لمواجهة عسكرية مع الاحتلال، “ولذلك يرتكبون أخطاء يسهل عبرها اقتناصهم وإلحاق الأذى بهم من قبل جيش مدرّب على مواجهة حرب العصابات أو غيرها”.
وأمام هذا، يتابع الخبير الأمني الفلسطيني أنه يجب على المقاومين أخذ المزيد من الحذر “لأن المعركة مفتوحة مع الاحتلال، وأن يدركوا أنهم أمام عدو مدرب ومسلح ولديه كل الإمكانيات التكنولوجية لمراقبة الطرق والتحركات، كما أن مقاومة الاحتلال تستدعي إدارة موحدة للصراع معه من كل القوى الفلسطينية، وحاضنة شعبية للمواجهة بكل الميادين، ولا يكفي العمل الفردي”.
وسائل لم تستخدم
أما الخبير الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، فرأى أنه بالرغم من أن لكل عملية ينفذها الاحتلال ظروفها الخاصة وآلية تنفيذها، فإن معظمها يتم بناء على معلومات استخبارية، كما أن لديه وسائل لم يستخدمها في عملياته كسلاح الجو.
ويقول البرغوثي، في تصريح للجزيرة نت، إنه رغم ادعاء الجيش أنه كان يقوم بنشاط عسكري في عملية الليلة، فإن الإعلام العبري يؤكد أن ما حصل هو “كمين مسبق”، بناء على معلومات وتقدير مسبق من استخدام المقاومين المكان نفسه في استهداف موقع الجيش.
ويضيف البرغوثي أن طريقة التنفيذ غير مهمة للاحتلال بقدر النتائج المحققة، وأن هذا يجعله يرجئ طرقا أخرى كسلاح الجو ما دام لم يستنفد الطرق الأخرى، كالكمائن والاقتحام المباشر والاشتباك والوحدات الخاصة.
كما أن رسالة الاحتلال من ذلك -بحسب البرغوثي- هي أنه قادر على الوصول لأي مكان للمقاومة، والحصول على معلومات ووثائق للمقاومين عبر هواتفهم، ومصادرة سلاحهم حتى لو كان بهذه الآلية أو تلك مخاطرة على حياة جنوده.
ونفذت مجموعة “عرين الأسود” -وفق بيانات متفرقة لها- العشرات من عمليات المقاومة، من إطلاق نار وغيره، ضد جيش الاحتلال والمستوطنين منذ تأسيسها قبل 9 أشهر.
وتؤكد ذلك رسالة العرين اليوم في بيانها، بقولها مخاطبة الاحتلال “إن إنجازكم الذي تدّعونه بتصفية مقاتلينا ما هو إلا رسالة أخرى لكم، لنؤكد لكم من جديد بأن عرين الأسود تتحرك باحثة عنكم في كل مكان وزمان”.