- القواعد العسكرية الاميركية, القوة الاكثر فتكا, المحيطين الهادي والهندي, مواجهة الصين
- 0 Comments
- 706 Views
خلال “منتدى ريغان للدفاع الوطني” الذي عقد في ولاية كاليفورنيا في ديسمبر/كانون الأول الماضي وقف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ليعلن أمام الحاضرين أن الولايات المتحدة تبني قوة “أكثر فتكا” في المحيطين الهندي والهادي، وأنها لن تسمح للصين بالهيمنة على تلك المنطقة.
وفي حديث أكثر توضيحا وتفصيلا، قال الوزير الأميركي إن الصين هي الدولة الوحيدة التي لديها الإرادة المتزايدة لإعادة تشكيل منطقتها والنظام الدولي بالشكل الذي يناسبها، وإن واشنطن “لن تسمح بحدوث ذلك”.
ووفق تعريف وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” للقاعدة العسكرية فهي “أي موقع جغرافي محدد توجد فيه قطع أرض فردية أو مرافق مخصصة تكون خاضعة بالولاية القضائية لأحد مكونات وزارة الدفاع نيابة عن الولايات المتحدة، أو مملوكة لها، أو مُؤجَّرة لها”.
في هذا التقرير نستعرض الحضور العسكري الأميركي في المنطقة المحيطة بالصين والدول المجاورة لها، أو ما يعرف بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.
قوس حول الصين
تحتفظ القوات الأميركية بنحو 835 قاعدة عسكرية في أكثر من 80 دولة في العالم، وتتنوّع مهام هذه القواعد بين القيام بالواجبات العسكرية المباشرة أو الدعم والمساندة.
وتحتضن اليابان 120 قاعدة عسكرية أميركية ينتشر فيها نحو 50 ألف عسكري، وتحتل بذلك المرتبة الأولى عالميا بهذا الصدد، تليها ألمانيا بـ119 قاعدة، ثم كوريا الجنوبية التي يوجد بها 73 قاعدة.
وتؤكد الولايات المتحدة تعزيز قوس انتشارها العسكري حول الصين، ويبدو ذلك واضحا من خلال نشر إستراتيجية أمنها القومي، التي صنفت الصين فيها كأخطر تحد جيوسياسي، أما روسيا فصنفت على أنها “تهديد أمني عاجل”.
ولا تخفى خطوات واشنطن بهذا الصدد، فقد وقعت أخيرا صفقة لبناء 4 قواعد عسكرية جديدة في الفلبين التي تعدّ الأقرب جغرافيًّا إلى تايوان بمسافة تقدر بنحو 1200 كيلومتر.
كذلك تحولت جزر المحيطين الهادي والهندي إلى برميل بارود يمتلئ بسرعة قياسية، مع تكديس بكين وواشنطن لكمّ هائل من القواعد العسكرية والأسلحة بأنواعها المختلفة.
القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي
تمتد هذه المنطقة على نحو نصف سطح الكرة الأرضية، وتشمل المساحة من المياه قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى الحدود الغربية للهند، ومن القارة القطبية الجنوبية إلى القطب الشمالي.
وتضم هذه المنطقة نحو 375 ألف عنصر ما بين مدنيين وعسكريين، وتقع ضمن مسؤولية القيادة الأميركية بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.
وتندرج تحت إمرة هذه القيادة -وفق موقع وزارة الدفاع الأميركية- 4 قيادات عسكرية، وهي:
- الأسطول الأميركي في المحيط الهادي
- قوات الجوية الأميركية في المحيط الهادي
- الجيش الأميركي في المحيط الهادي
- قوات البحرية الأميركية في المحيط الهادي
أما الأسطول الأميركي في المحيط الهادي فيضم نحو 200 سفينة، من ضمنها 5 حاملات طائرات، ونحو 1100 طائرة حربية، وما يزيد على 130 ألفا من قوات البحرية والمدنيين.
ويبلغ عدد قوات مشاة البحرية في المحيط الهادي -التي تضم قوتي استطلاع بحرية- قرابة 86 ألف جندي، وتقع تحت تصرفها 640 طائرة.
أما القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادي فتضم نحو 46 ألفا من القوات الجوية والمدنيين، وأكثر من 420 طائرة.
كما تضم قوات الجيش الأميركي في المحيط الهادي حوالي 106 آلاف عسكري، وأكثر من 300 طائرة.
وتجدر الإشارة إلى أن القوات التابعة للقيادة تضم أكثر من 1200 عنصر من القوات الخاصة.
كما يبلغ عدد موظفي وزارة الدفاع الأميركية المدنيين في منطقة قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادي حوالي 38 ألف شخص.
اليابان
تضم اليابان أكبر عدد من العسكريين الأميركيين، وضمت القوات الجوية الأميركية عشرات المروحيات والطائرات المقاتلة التكتيكية وطائرات المراقبة، إلى قواعدها العسكرية المنتشرة في البلاد.
وأهم هذه القواعد:
- قاعدة “فوتينما” في جزيرة أوكيناوا: وهي قاعدة جوية لمشاة البحرية تضم مجموعة من طائرات المراقبة والتجسس ومجموعة من الطائرات المقاتلة.
- قاعدة كادينا الجوية: أكبر القواعد الجوية للولايات المتحدة في المحيط الهادي، ويشار إليها بأنها حجر الزاوية في المحيط الهادي.
- قاعدة ميساو الجوية في جزيرة هونشو: هي قاعدة مشتركة بين اليابان والولايات المتحدة، وهي قاعدة مراقبة للفضاء.
- قاعدة توري في أوكيناوا: تابعة للجيش الأميركي وهي محطة أساسية في اليابان.
- قاعدة أتسوجي البحرية في كاناغاوا: أكبر منشأة للبحرية الأميركية على المحيط الهادي، وأول منشأة بحرية أنشأتها الولايات المتحدة في اليابان.
- قاعدة ميساوا لسلاح الجو التابع للبحرية في جزيرة هونشو: يشارك في هذه القاعدة سلاح الجو الأميركي وهي قاعدة دعم وذخيرة ووقود ومحطة استخبارات.
كوريا الجنوبية
معظم القواعد الأميركية في كوريا الجنوبية هي قواعد جوية ومعسكرات لجيش مشاة البحرية، وأهمها:
- قاعدة كونسان الجوية: على ساحل البحر الأصفر، تابعة لقيادة القوات الجوية وتبعد 150 ميلا عن سول.
- معسكر كارول: يضم 1200 جندي من الجيش الأميركي مع عدد من جنود كوريين معينين داخل الجيش الأميركي يطلق عليهم اسم “كاتوسا”، ويستضيف المعسكر أفرادا مدنيين من وزارة الدفاع الأميركية.
- معسكر همفريز: أكبر قاعدة أميركية من حيث الحجم وعدد القاطنين فيها على مستوى العالم، تقع على بعد 54 ميلًا من العاصمة سول في منطقة بيونغ تيك على مساحة 14.7 مليون متر مربع.
- معسكر ستانلي: قرب المنطقة المنزوعة السلاح ما بين الكوريتين، ويعتبر جزءا من معسكر الغيمة الحمراء، وهو تابع للعاصمة سول.
- قاعدة كيسي: قاعدة لقوات خاصة تمثل فرقة المشاة الثانية، من القواعد الأساسية التي استخدمت خلال الحرب الكورية في الهجمات المضادة لجيش المتطوعين الصينيين.
- يونغ-سان: هي واحدة من أهم القواعد التي تديرها الولايات المتحدة الأميركية في كوريا الجنوبية.
الفلبين
وافقت الفلبين أخيرا على السماح للجيش الأميركي بتعزيز انتشاره في البلاد، والوصول إلى 4 قواعد عسكرية جديدة.
واتفق الطرفان على توسيع الاتفاق الخاص بالوصول للقواعد العسكرية بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز “EDCA”، الموقعة في عام 2014، التي تسمح بزيادة وجود القوات والطائرات والسفن الأميركية في القواعد العسكرية الفلبينية، فضلا عن بناء مرافق لتخزين الوقود والمعدات.
وتعد اتفاقية “EDCA” الركيزة الأساسية للتحالف بين الولايات المتحدة والفلبين، وفي عام 2016 تمكن الجيش الأميركي من الوصول إلى 5 منشآت بموجب الاتفاقية، وهي:
- قاعدة أنطونيو باوتيستا الجوية: تقع بالقرب من عاصمة مقاطعة بالاوان الجزيرة التي تتمتع بموقع إستراتيجي بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها في بحر جنوب الصين.
- قاعدة الباسا الجوية: تقع القاعدة الجوية في بامبانغا، على بعد حوالي 40 ميلًا شمال غربي العاصمة الفلبينية مانيلا، وقد شيدها في الأصل سلاح الجو بالجيش الأميركي قبل الحرب العالمية الثانية.
- فورت ماجسايساي: في نويفا إيسيجا بجزيرة لوزان، هي أكبر منشأة عسكرية في الفلبين، ومن معسكرات التدريب الأساسية للجيش الفلبيني.
- قاعدة لومبيا الجوية: تقع القاعدة الجوية في جزيرة مينداناو الجنوبية، وفيها مطار مدني.
- قاعدة ماكتان بينيتو إيبوين الجوية في سيبو.
سنغافورة
توجد قوات أميركية في منشأة سيمباوانغ في سنغافورة، وهي قاعدة دعم للأسطول في المحيطين الهندي والهادي، وهي من القواعد الحديثة الإنشاء فقد أنشئت عام 1992.
وفي سبتمبر/أيلول عام 2020 وقعت سنغافورة والولايات المتحدة على تعديل مذكرة التفاهم الأصلية لعام 1990 بشأن استخدام المرافق العسكرية في سنغافورة.
وبموجب الاتفاقية المجددة، ستتمكّن الولايات المتحدة من الوصول إلى مرافق القاعدة البحرية والجوية في سنغافورة حتى عام 2035.
كمبوديا وإندونيسيا وتايلند
حسب موقع منظمة “عالم ما بعد الحرب” (World Beyond War) التي تنادي بإنهاء الحروب، فإن هذه الدول تضم بعض المواقع التي تعدّ قواعد عسكرية أميركية في ضوء التعريف الذي يطلقه البنتاغون على القواعد العسكرية.
قاعدة غوام
جزيرة غوام من أصغر الجزر التابعة للولايات المتحدة المأهولة بالسكان في المحيط الهادي، وقد تحولت إلى واحد من أقوى معاقل الجيش الأميركي تحصينًا.
غوام هي الركن الأساسي في جبهة الدفاع الأميركية عن المحيط الهادي، وقاعدة انطلاق للجيش الأميركي نحو الصين واليابان والكوريتين وتايوان.
وقد اتخذت جميع فروع القوات المسلحة الأميركية قواعد لنفسها في الجزيرة الصغيرة، واجتمعت على غاية واحدة، ألا وهي احتواء الصعود الصيني.
تتخذ القوات الجوية الأميركية من”قاعدة أندرسن الجوية” مركزا رئيسا لها في غوام.
والقاعدة هي مقر الجناح 36 من القوات الجوية، وتشغل ما يقرب من 18 ألف فدان من المساحة، وتستوعب ما يصل إلى 193 طائرة.
وسلاح الجو الأميركي أبرز من يستخدم الجزيرة قاعدة انطلاق، لكل من القوات العاملة في المنطقة المحيطة، ولطائرات التزويد بالوقود جوا لمعاونة الطائرات العابرة للمحيط الهادي الشاسع.
أما البحرية الأميركية فتتخذ من ميناء أبرا قاعدة بحرية لها في غوام، وهو أبعد مرسى للقوات الأميركية في غرب البلاد.
هاواي
هناك ما يقرب من 40 ألفا من العسكريين في جزر هاواي الأميركية، وهي مقر قيادة الولايات المتحدة في المحيط الهادي، التي تغطي نحو نصف سطح الأرض، بما في ذلك منطقة آسيا والمحيط الهادي بأسرها.
الأسطول السابع
يُعد الأسطول السابع، الذي يقع مقره الرئيس في اليابان، أكبر القوات البحرية المنتشرة حيث يوجد ما يقرب من 50 إلى 70 سفينة وغواصة و140 طائرة، ونحو 20 ألف بحار عبر المحيط الهندي والمحيط الهادي.
ويضم الأسطول 14 مدمرة وسفينة حربية، بعضها مُسلّح لاعتراض الصواريخ الباليستية، وصواريخ توماهوك البعيدة المدى، وصواريخ مضادة للطائرات. كما يوجد ما يقرُب من 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية.