في أسبوع “حاصر حصارك” بالأردن.. موسيقى المخيمات تواجه الاحتلال

لم تفلح محاولات محمد الخمور وصلاح أبو نعمة من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية -وهما بطلا فيلم “أمبيانس”- في تسجيل مقطوعة موسيقية من قلب المخيم بهدف المشاركة في إحدى المسابقات الفنية، فتارة منعهما صخب المخيم، ومرات أخرى حالت دون نجاحهما اقتحامات قوات الاحتلال المتكررة له وقصفه واستهدافه.

وفي تحول للأحداث يقرر الشابان نهاية الأمر تسجيل ضجيج المخيم وابتكار مقطوعة تحوي أصواته المختلفة، وتحويلها إلى معزوفة يؤديها ساكنوه لتعبر عن واقع المخيم الحقيقي، وتوثّق صلابة وثبات اللاجئ فيه على حلمه بالعودة إلى دياره ومواجهته للاحتلال.

بوستر فيلم أمبيانس (موقع مهرجان كان)
لقطة من فيلم أمبيانس (موقع مهرجان كان)


“أمبيانس”

أدرج “أمبيانس” -ويعني صوت المكان- على قائمة الأفلام التي عرضت ضمن فعاليات أسبوع “حاصر حصارك” لمقاومة الاستعمار، التي أقيمت في العاصمة عمان، وهو من إخراج وسام الجعفري، وقد صوّرت أحداثه في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين وسبق أن عُرض ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي عام 2019، وفاز بالمركز الثالث لفئة الأفلام القصيرة في برنامج “سيني فنديسيون” بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 72.

ويسلط الفيلم الضوء على كون تحقيق الأحلام أمراً ليس سهلا في المخيم، حيث الصخب والاستهداف اليومي لأهله من طرف قوات الاحتلال، فتبدأ محاولات شابين فلسطينيين لتأمين ظروف مناسبة لتسجيل مقطوعتهم، ولكن فكرة استخدام “كراتين البيض” في عزل الصوت لم تكن ناجحة ولا فكرة اتخاذ محل حلاقة ملجأ لهما للتسجيل. فقادتهما هذه العراقيل إلى تسجيل الأصوات الحيّة في المخيّم.

“أمبيانس” من نوع الوثائقيات التجريبية، ولا يخلو من الكوميديا السوداء التي تعكس “سخرية مرّة، من واقع أكثر مرارة” كما يصفها مخرج الفيلم وسام الجعفري للجزيرة نت، وفي متابعة للأحداث يبدأ الشابان بتسجيل أصوات الأطفال وآلات الحدادة وهتافات جنازات الشهداء وصوت جندي يلقي الأوامر عبر مكبر الصوت وغيرها من الأصوات التي تلخص حياة المخيم.



حاصر حصارك

يعتبر أسبوع “حاصر حصارك” النسخة الخاصة بالأردن من أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري، التي تُقام سنوياً في أكثر من 200 عاصمة ومدينة حول العالم بهدف تسليط الضوء على قضية فلسطين والتحشيد لحملات مقاطعة الاحتلال، بحسب حمزة خضر أحد المنظمين للفعالية.

ويضيف خضر للجزيرة نت أن هذه الفعالية هي إحدى حالات التواصل بين الفلسطينيين والعالم، وتمثل فرصة لإيجاد مساحات ثقافية وفنية من شأنها تشكيل ذاكرة وطنية جمعية، ومنصة تتبنى الفن والإبداع الذي يمثل قضايا الأمة، لا سيما قضية فلسطين ومقاومة الاحتلال.

وتضمن الحدث -الذي انعقد الفترة من 11 إلى 18 من مارس/آذار الحالي- العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والفكرية، حيث ناقش في يومه الأول المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية على وسائل التواصل ودوره في إبرازها عالمياً بحضور مجموعة من الناشطين في هذا المجال.

أمسيات فنية وغنائية تضمنها الأسبوع، إضافة إلى عدد من الندوات عن الأدب والرواية، فضلاً عن تخصيص ندوة حول فن الرسم الكاريكاتيري بحضور مجموعة من الرسامين من الأردن وفلسطين مثل محمد السباعنة وعمر العبدلات ورئيس رابطة رسامي الكاريكاتير في الأردن ناصر الجعفري، بالإضافة إلى عروض لأفلام تعنى بالشأن الفلسطيني وتعكس واقعه.



التعريف بالقضية الفلسطينية

وحول دور الأفلام في التعريف بحقيقة القضية الفلسطينية، تقول المخرجة روان الضامن للجزيرة نت “هذه الصناعة هي إحدى الوسائل الهامة في تقديم الرواية الفلسطينية بصريًا وسمعيًا بطريقة حداثية مؤثرة، ولها دور كبير في تشكيل صورة تعكس واقع وحقيقة القضية الفلسطينية وتنقله للعالم من خلال استخدام فن محبب للناس ولديه قابلية عالية بالوصول للناس”.

وتضيف صاحبة سلسلة أفلام “النكبة” الوثائقية أن هناك هجوما مستمرا وأموالا طائلة تصرف لتمويل أفلام تقدم أكاذيب حول الرواية الفلسطينية وبلغات مختلفة، ولذلك كلما كان هناك فيلم وثائقي أو درامي يقدم فلسطين بطريقة حداثية وفيها تدقيق للمعلومات التاريخية وتقديم للرواية التي تستند إلى العدل وحقوق الإنسان ومعلومات الحاضر المدققة، ساعد ذلك في تحقيق العدل والكرامة لفلسطين.



administrator

اترك تعليقا