الصحة النفسية في بيئة العمل.. طرق تحسينها مع الكوتش يوسف

  • منوع

قد يتعرّض الموظفون والعمال لبعض الضغوط المهنية، خلال تأديتهم عملهم، التي تؤثر سلباً على صحتهم النفسية وتجعلهم في حال من التوتر والقلق، والتي قد تؤدي إلى تراجع أدائهم الوظيفي وإنتاجيتهم؛ من هنا يتم التوجه حالياً إلى الاستعانة بمدربي الحياة بهدف تدريب الموظفين والعمال على مواجهة الضغوط في بيئة العمل، لتقديم الأفضل.
للتعرّف أكثر على هذا الموضوع التقى “سيدتي نت” الكوتش يوسف أبو حمد، مدرب معتمد في تطوير الذات، فكان معه الحوار الآتي:

الكوتش يوسف أبو حمد

ما هي إمكانيات الكوتش المحترف في التخفيف من حدّة التوتر لدى الموظف؟

يساعد الكوتش المحترف الأشخاص على تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية عبر محادثة تمتد عادةً لحوالي ساعة من الوقت وتسمى جلسة “الكوتشينغ” أو التدريب. من هنا، تساهم هذه الجلسات في التخفيف من حدّة التوتر لدى الموظف أو المستفيد إذ تُمكِّنه من تحديد خطوات عملية لمواجهة تحدياته في ظل جوٍ آمنٍ وداعمٍ يوفره الكوتش.
عبر مسيرة “الكوتشينغ” المطوِّرة للذات، تتعزز ثقة الموظف بنفسه إذ يستطيع إطلاق العنان لإمكانياته بغية تحقيق النتائج الإيجابية المرجوة.



ما هي التقنيات التي يستعملها الكوتش للوصول إلى تحقيق هدفه؟

إن الهدف الأساسي للشراكة بين الكوتش والموظف تمكين الأخير من الوصول إلى أهدافه. من هنا، يصغي الكوتش للموظف ويستخدم أسئلة عميقة خلال جلسات “الكوتشينغ” الفردية أو الجماعية. بحسب المنهجية المعتمدة، يستوضح الكوتش التحدي الذي يعيشه الموظف ويساعده على إيجاد الحلول ووضع خطة الطريق المناسبة. يتابع الكوتش تنفيذ هذه الخطة مع المستفيد خلال عدة جلسات لضمان الوصول للأهداف المحددة.

هل تتطبق التقنيات المستخدمة على جميع الموظفين على اختلاف أطباعهم ومراكزهم؟

لكل موظف هواجس مختلفة (المصدر: pexels )

عموماً، يمكن لجميع الموظفين الاستفادة من “الكوتشينغ” وفق البرنامج الموضوع من قبل المؤسسة أو الشركة. لكن، يجب ألا ننسى أن كل إنسان فريد ولديه تطلعات وهواجس مختلفة. هذا يحتم على الكوتش الحضور الفاعل خلال جلسات “الكوتشينغ” الفردية أو الجماعية كي يتمكن من التعامل مع كل شخص بطريقة تناسبه وتدفعه للمضي قدمأ على الصعيدين المهني والشخصي.



مؤخراً برز اختصاص طبي جديد، هو الطب المهني الذي يهدف أيضاً إلى جعل بيئة العمل مريحة. هل يتقاطع عمل الكوتش وعمل الطبيب في نواح معينة؟

في ظل التحديات والضغوط الجمّة التي نعيشها، أضحت المحافظة على الصحة النفسية والجسدية للموظف إلزامية للوصول إلى بيئة عمل مريحة. لذلك، يسعى الكوتش والطبيب المهني إلى مساعدة الموظف، كل ضمن اختصاصه. ومن الضروري في هذا الإطار التمييز بين دور الكوتش والطبيب المهني والمعالج النفسي والطبيب النفسي.

ما هي برأيكم مواصفات الكوتش الناجح؟

تأتي مساعدة الآخرين في صلب الرسالة التي يؤديها الكوتش. لذا، يجب عليه العمل على تطوير جداراته والالتزام بأخلاقيات المهنة كعدم الإنجرار إلى أحكام مسبقة تجاه المستفيدين. لإنجاح جلسة “الكوتشينغ”، على الكوتش الإنصات للمستفيد وطرح الأسئلة المناسبة في إطار من السريّة التامّة. على عكس اعتقاد البعض، لا يجب على الكوتش إبداء رأيه الخاص أو إسداء نصائح معينة بل عليه إحترام الخطوات والحلول التي يستنبطها الموظف.



ما هي النتائج المتوقعة، وهل ينتهي عمل الكوتش في شركة ما بعد القيام بعدة جلسات “كوتشينغ”، أم الأمر يتطلب المتابعة؟

إن النتائج التي يمكن تحقيقها عبر إرساء ثقافة “الكوتشينغ” ضمن المؤسسات والشركات عديدة نذكر منها:
-زيادة في إنتاجية الموظفين؛
– زيادة في التزام الموظفين؛
– زيادة في استبقاء الموظفين.
من هنا، تعمد عدة مؤسسات وشركات إلى الاستثمار في “الكوتشينغ” بشكل مستدام لتحسين أداء فرق العمل والموظفين لديها. في النهاية، لا بد من الإشارة إلى أن بناء وتطوير ثقافة “الكوتشينغ” يتطلب عملاً دؤوباً من قبل الكوتش والموظفين والإدارة لإحداث التغيير الإيجابي المنشود.



administrator

اترك تعليقا