- الاسباب, العلاج, الوسواس القهري, صحة
- 0 Comments
- 694 Views
أفكار متكررة أو رغبات أو أفعال قهرية يحاول مصابون بما يسمى “اضطراب الوسواس القهري” تجاهلها قدر المستطاع، لكنها تبقى تسيطر على سلوكهم وتستهلك حياتهم اليومية؟ فما الوسواس القهري؟ وما أسبابه وأعراضه؟ وكيف يؤثر على الحياة اليومية للمصابين به؟ وما العلاج منه؟
ما الوسواس القهري؟
يوضح رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية والاختصاصي الأول في الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور علاء الفروخ، أن اضطراب الوسواس القهري عبارة عن أفكار متكررة غير مرغوب فيها، أو رغبات أو صور ملحة تسبب الضيق والقلق.
وأضاف في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن الشخص قد يحاول تجاهل هذه الأفكار أو التخلص منها، من خلال أداء سلوك أو طقوس قهرية، لكن هذه الأفعال القهرية تجعل المشكلة أكثر سوءا، وتستهلك الكثير من الوقت وتتعارض مع ممارسة الحياة اليومية والواجبات الوظيفية أو الاجتماعية.
ما أسباب الوسواس القهري؟
بيّن الدكتور الفروخ أنه ليس هناك سبب واحد واضح للوسواس القهري، لكن هناك فرضيات علمية، منها الاستعداد الجيني الوراثي، والجانب البيولوجي المتعلق بالنواقل العصبية، وخصوصا مادة السيروتونين، بالإضافة لأسباب بيئية تتعلق بظروف تنشئة الإنسان، والضغوط النفسية التي يتعرض لها خلال سنوات حياته، وغالبا هي مجموعة من العوامل معا وليس سببا واحدا.
ما أنواع الوسواس القهري؟
يشير الدكتور الفروخ إلى أنه غالبا ما تتمحور هذه الوساوس حول مواضيع معينة، مثل الخوف من التلوث أو القاذورات، والشك، والحاجة إلى أن تكون الأشياء بشكل منظم ومتناسق، كذلك أفكار عدوانية أو مروعة حول فقدان السيطرة وإيذاء النفس أو الآخرين، فضلا عن أفكار غير مرغوب فيها.
وتابع أنه بالعادة يدرك الشخص أن الأفكار أو الصور التي تراوده رغما عنه غير طبيعية، لكن ليس من السهل أن يتوصل لتشخيص نفسه، بل يحتاج إلى طبيب مختص لتشخيص الحالة، كما أنه ليس هناك عمر محدد للإصابة.
ما مدى ارتباط الوسواس القهري بالقلق والاكتئاب؟
ذكر الدكتور الفروخ أن هناك ارتباطا بين الوسواس القهري والقلق والاكتئاب، فالشخص الذي يعاني من الوسواس القهري هو أكثر عرضة لهذه الأمراض من بقية أفراد المجتمع.
هل مسار المرض يتفاوت من شخص لآخر؟
يبيّن الدكتور الفروخ أن مسار مرض الوسواس القهري يتفاوت من شخص لآخر، فبعضهم قد يشفى تماما، وآخرون يكون مرضهم مزمنا ويحتاج علاجا طويل الأمد، مؤكدا أنه بشكل عام لا توجد وقاية من المرض، لكن اكتشافه مبكرا يجعل علاجه سهلا، ومن خلال العلاج السلوكي المعرفي دون حاجة إلى الأدوية.
ما مدى انتشار الوسواس القهري؟
أشار اختصاصي الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور وائل المومني إلى أن الإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري، تتراوح عالميا بين 1% إلى 2% من السكان، حيث لم تظهر الأبحاث أن هناك زيادة كبيرة في انتشاره على مستوى العالم خلال الفترة الأخيرة، ولكن ازدياد الوعي العام لدى الناس، وتقبلهم لمراجعة الطبيب النفسي، أدى إلى توثيق الحالات بأعداد أكبر من السابق.
وأضاف في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن مرض الوسواس القهري يعتبر حالة تتطلب تشخيصا دقيقا، وعلاجا فعالا لتحسين جودة الحياة لدى المرضى.
كيف يتم علاج الوسواس القهري؟
يقول الدكتور المومني إنه بحسب شدّة الحالة وبعد التقييم الدقيق من الطبيب، يتم تحديد طريقة العلاج، والتي تبدأ بالعلاج السّلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تعديل السّلوك المرضي والتقليل من التّوتّر الناتج عن الحالة.
وأضاف أنه يمكن استخدام العلاج الدّوائي بشكل فعّال لمعالجة هذا الاضطراب، وعادةً ما تستخدم أدوية مثبطات استرداد السيروتونين، وفي حالات أصعب يمكن أيضا إضافة مضادات الذهان ومشتقات البنزوديازيبين، وحتى العلاج الجراحي يمكن استخدامه.
كيف يمكن التعامل مع مريض الوسواس القهري؟
يشير الدكتور المومني إلى أنه يمكن التعامل مع مريض اضطراب الوسواس القهري، عن طريق الاتباع الدقيق لنمط العلاج الذي ينصح به الطبيب المعالج.
ودعا إلى ضرورة المحافظة على بيئة مريحة، خالية من المثيرات المزعجة والضوضاء العالية والتشويشات الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلبا على المريض، وتشجيعه على الحضور إلى العلاج، واتباع الخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج.
كما ينصح الدكتور المومني بالاستجابة بشكل صحيح للأفكار والأعمال المتكررة للمريض، عن طريق الردّ عليه بطريقة صحيحة، وتشجيعه على تخفيف الأعمال المتكررة ببطء وباستمرار.
أمثلة على بعض أنواع الوسواس القهري
أكّد الدكتور المومني أن هناك عدة أنواع شديدة من اضطراب الوسواس القهري، وتختلف مدى شدتها وتأثيرها على الحياة اليومية من شخص لآخر، ومن بينها الوسواس القهري المرتبط بالتنظيف: وهو نوع من الاضطراب الذي يتميز بشدة الرغبة في التنظيف.
وتابع بأن هناك وسواسا قهريا مرتبطا بالتحقق، وهو نوع من الاضطراب الذي يتميز بالشعور بالقلق والتوتر إذا لم يتم التحقق من الأشياء بشكل متكرر، كذلك المرتبط بالترتيب، بالإضافة للوسواس القهري المرتبط بالتكرار مثل فتح وإغلاق الأبواب عدة مرات قبل النوم.
هل يعطل الوسواس القهري أنشطة الحياة اليومية؟
يقول الدكتور المومني إنه “يمكن للاضطراب الوسواسي القهري أن يعطّل المصاب به من ممارسة الأنشطة اليومية العادية بشكل كبير، فالأفكار والأفعال القهرية المتكررة قد تستهلك وقتا كبيرا، وتسبب تأخيرا في القيام بالأعمال اليومية، ويمكن أن تؤثر على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية والعائلية”.
وأضاف أن المصابين بالوسواس القهري قد يعانون من القلق والاكتئاب والتعب، بسبب الأفكار القهرية والسلوكيات المرتبطة بها، مما يضاعف عدم قدرتهم على القيام بالكثير من الأعمال اليومية، ويؤدي إلى سلوك التجنب وعدم الاختلاط أيضا.