مخاوف من إعادة تدوير زيوت الطعام في مصر.. ونواب يطالبون الحكومة بتوفير البديل المناسب

القاهرة– شهدت زيوت الطعام في مصر ارتفاعات كبيرة في الأسعار، في وقت تتوافر أنواع أخرى رخيصة الثمن لكنها مجهولة المصدر، مما جعل البعض يعتقد أنها زيوت طعام معاد تدويرها معبأة في عبوات جديدة، ويأتي ذلك فيما بدأ البعض يشتري أنواعا أخرى روسية جيدة ورخيصة الثمن.

ويباع كيلو الزيت المستعمل في بعض مناطق القاهرة حاليا بـ22 جنيها (71 سنتا أميركيا)، في حين يصل سعر كيلو الزيت الجديد إلى 85 جنيها (2.75 دولار).

وتلجأ الأسر الفقيرة إلى بيع زيت الطعام المستعمل لاستخدام النقود في شراء متطلبات الأسرة.

وبينما يعتقد البعض أن زيت الطعام المستخدم تتم إعادة تدويره ليباع مرة أخرى بسعر جديد يدافع العاملون في هذه التجارة عن أنفسهم ويؤكدون أنه يستخدم في تصنيع مواد النظافة والصابون.



وداهمت مباحث التموين بمدينة القليوبية في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي مصنعين بدون ترخيص يقوم العاملون فيهما بإعادة تدوير زيت الطعام المستخدم وطرحه في الأسواق على أنه زيت طعام جديد.

وجرى ضبط 1.5 طن زيت طعام مستخدم و195 كيلوغراما من زيت الطعام المعاد تدويره، وذلك بحسب صحف محلية، كما تم ضبط منشأة غير مرخصة في حي الوراق شمال محافظة الجيزة في فبراير/شباط الماضي لجمع وتدوير الزيوت المستخدمة بالمنازل والمطاعم.



مخاوف من إعادة التدوير

ودفعت المخاوف من ظاهرة زيت الطعام المعاد تدويره برلمانيين مصريين إلى مطالبة الحكومة بالإفصاح عن خطتها لمواجهة هذه الظاهرة وتوفير الزيوت بسعر وجودة مناسبين.

وتقدم عضو مجلس النواب أيمن محسب بطلب إحاطة لاستيضاح سياسة الحكومة لدعم إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة لإنتاج الوقود العضوي فقط دون زيوت الطعام.

بدورها، حذرت عضوة لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب النائبة ميرال الهريدي من تحول تلك الزيوت والأطعمة إلى بؤرة من السموم والمواد المسرطنة التي تهدد صحة المواطنين بشكل مباشر.

سيارة مخصصة لشراء زيت الطعام المستعمل تجوب أحد أحياء القاهرة القديمة. الجزيرة
سيارة مخصصة لشراء زيت الطعام المستعمل تجوب أحد أحياء القاهرة القديمة (الجزيرة)


إقبال على زيوت الطعام الروسية

وشهدت الأسواق المصرية دخول أنواع جديدة من زيت الطعام الروسي، ويرى عضو شعبة الزيوت في غرفة الصناعات الغذائية أيمن قرة أن الزيت الروسي الذي غزا الأسواق مؤخرا منتج جيد وسعره مناسب.

وأوضح قرة في حديثه للجزيرة نت أن السعر لا يهدد المنتج المحلي، مضيفا “نحن في سوق مفتوح، وتوافر السلع -سواء محلية أو أجنبية- شيء إيجابي، ولا سيما أن الكميات المطروحة محدودة وتتوافر في محلات محددة”.

وأشار إلى أن الدولة توزع 70 مليون زجاجة زيت طعام على المواطنين ضمن برامج الدعم التمويني بسعر منخفض يصل إلى 45 جنيها (1.46دولار).

وأشار بيان للسفارة الروسية في القاهرة إلى أن طرح أحد أنواع زيت دوار الشمس الروسي بسعر منافس لا يعني جودة أقل، وطمأن المستهلكين بأن هذا النوع من زيوت الطعام يعد أحد أجود وأنقى زيوت دوار الشمس الروسية.

وارتفعت أسعار زيوت الطعام في مصر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية التي أعاقت وصول 40% من الإنتاج العالمي المستورد من أوكرانيا.

ويستهلك المصريون سنويا ما يقارب 2.4 مليون طن من زيت الطعام، وفق تقديرات رسمية، مما يعني أن كميات الزيت الروسي التي دخلت مصر أقل من 1% من إجمالي الاستهلاك، كما ساهم تراجع قيمة الجنيه المصري في مضاعفة أسعار معظم السلع تقريبا.